في قلب الأدب الديني الإسلامي يوجد عمل قيّم تحت عنوان "الطريق إلى محبة الله". هذا العمل ليس مجرد دراسة أكاديمية لكنه بصمة شخصية من عالم الدين عبد الله عوض محمد الحسن. تأخذ هذه النسخة الموسعة للقراء في رحلة لاستكشاف معنى وأبعاد محبة الله كما ينظر إليها في ضوء العقيدة والشريعة الإسلامية.
يعرض المؤلف كيف يمكن فهم محبة الله بأنها العمود الفقري للحياة الروحية، منبع للسعادة الداخلية والتوجيه الأخلاقي. فهو يشرح أنه بينما قد يفسر البعض محبة الله كميزة مادية مثل الرخاء في الحياة اليومية، فإن الفهم الصحيح لها يتضمن تقدير الخالق وفهم إراداته. ويصف هذا بأنه جهل مركّب في دين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
من خلال قسمين أساسيين، يكشف المؤلف كيفية تحديد محبة الله ومعرفة علاماتها، بالإضافة لكيفية تطوير تلك المحبة داخل الفرد نفسه. بالنسبة للمحبة متجهة نحو الله، يلفت الانتباه إلى أهمية الإخلاص والامتثال لأوامر النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إن الدعوة لتذكر حضور الله باستمرار، كجزء أساسي من الشعائر اليومية، تساعد في تعزيز الرابط الروحي بين المؤمن وخالقه.
وفي الجانب الآخر من المعادلة، يبحث المؤلف بشكل مكثّف حول ماهية محبة العبد لله تعالى. هنا يتم التأكيد بشدة على ضرورة اتخاذ الخطوات العملية مثل الإخلاص لله وحده والإلتزام بتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تشمل هذه الطرق أيضًا الانكسار أمام عظمة الرب والدعاء المستمر والتضحية بسهرات المرء الشخصي من أجل رضوانه عز وجل.
كما يستعرض الكتاب سلسلة متنوعة من الآثار المتعددة لهذه المحبة على تصرفات الأفراد والسلوك العام. بداية من احترام الذات واحترام الآخرين حتى التعاطف والتفاني في الأعمال الخيرية. وفي النهاية، يقترح المؤلف مجموعة من الأسباب الواضحة والتي تساهم بوضوح في زيادة درجة حب الإنسان تجاه خالقه، بما في ذلك التقوى والحفاظ على النقاء الداخلي والخارجي، وممارسات العبادات المختلفة. كل هذه العناصر مجتمعة تقدم نظرة شاملة لما يمكن اعتباره "الطريق إلى محبة الله"، وهي دعوة موجهة لكل مسلم ليعمق إيمانه ويتقدم أكثر في حياته الروحية.