السميع: سمات الربوبية والإحسان الإلهيّ

اسم "السميع" يُعتبر أحد أسماء الله الحسنى التي تحمل معاني عميقة ورائعة. هذا الاسم يشير إلى قدرة الله تعالى الفائقة والاستثنائية للسمع، سواء كان ذلك سم

اسم "السميع" يُعتبر أحد أسماء الله الحسنى التي تحمل معاني عميقة ورائعة. هذا الاسم يشير إلى قدرة الله تعالى الفائقة والاستثنائية للسمع، سواء كان ذلك سمعاً للأصوات الظاهرة أو الخفية. فهو ليس فقط القادر على سماع كل ما يقال ويُبث عبر الكون، ولكنه أيضا يستقبل الهمسات والأذكار السرية لأوليائه من عباده المؤمنين.

في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، نجد العديد من الآيات والأحاديث التي تؤكد هذه الصفة لله عز وجل. يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الأحقاف: "وَهُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ وَأَمَّا تُنْظَرُونَ". هنا يؤكد الله أنه وإن لم يسمعه الناس مباشرة بسبب بعد المسافة أو عدم وجود أدوات الاستقبال التقليدية، إلا أنه قادر على الوصول إليهم بكل تأكيد وبلا حائل بينهما.

ليس فقط القدرة على السمع هي محور التركيز عند وصف الله بالسميع، بل أيضًا الرحمة والحكمة المرتبطتان بهذا الجانب من صفاته. إن سماعه لكل الأشياء يدفع الإنسان للتوجه إليه والتضرع له طوال الوقت، معتقداً بأن دعائه سيصل حتما إلى مجالي رحمه وعلمه الحكيم. كما يعكس اسم "السميع" جانب من جوانب عدالة الله؛ لأنه يحاسب الجميع بناءً على إيمانهم وأعمالهم، بغض النظر عن مدى سرية فعلتهم أو دفنها تحت الأرض.

وعلى الرغم من كونه السميع العليم بكل الأمور، فإن الله سبحانه وتعالى يعفو عن كثير ممن عصوه ويتوب عليهم عند رجوعهم إليه صادقين ومخلصين. وهذا دليل آخر على رحمته الواسعة وفهمه الإنساني غير المقيد بالقوانين البشرية.

إن التأمل فيما يعني اسم "السميع" يمكن أن يساعد المسلمين في تنمية علاقة أقوى مع رب العالمين، مستندين إلى ثقة كاملة بأنه دائما حاضر ومعاصر لما يحدث حولهم وفي داخلهم. فالاستمرارية في الدعاء والخوف منه -خالق الكون- ستكون نتيجة طبيعية لفهم هؤلاء المؤمنين لأسمائه وصفاته الحميدة مثل العلمية والعلم والقدرة والنعم الأخرى المتعددة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات