في رحاب عالم الروحانية والإيمان، يندرج اسم "ملك الموت" ضمن مفاهيم الدين الإسلامي الراسخة. هذا الملك المفوض من قبل رب العالمين لقبض الأرواح وتسليمها إليه يوم القيامة، وفق ما جاء في آيات الكتاب العزيز. ولكن هل نعرف حقاً اسمه؟
وفق الدراسات الدينية والفقهية الإسلامية، فإن التعريف الرسمي لاسمه ليس واضحاً بشكل قاطع كما هو شائع بين عامة الناس تحت مسمى "عزرائيل". يشير علماء الدين إلى غياب دليل مباشر في القرآن والسنة النبوية لهذه التسمية بالخصوص. ومع ذلك، تشير بعض الإشارات والتراث اليهودي-العبري القديم إليها كـ"عزاريل". لكن الجدل الأكاديمي الديني يدعم عدم التأكد بشأن تحديد الهوية الشخصية للملك المعروف بــ"ملك الموت".
ويركز العديد من الفقهاء على أهمية احترام وصاية الذات الربانية عبر استخدام العناوين الرسمية أو العامة عند الحديث حول هذه الظاهرة الطبيعية أكثر من كونها شخصية محددة. يقول تعالى: {قل يأتي بكم ملك الموت الذي وكل بكم} [السجدة: ١١]. ومن هنا تنبع دعوة لكافة المؤمنين لتجنب التركيز المفرط على التفاصيل الجانبية وللتوجه نحو أساسيات العقيدة وأصول التعامل مع الحقائق المقدسة بحكمة واحترام.
لاقت الأخلاق الإنسانية والدينية تأثيرات واضحة من خلال تعاليم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بمفهوم الموت كتذكير دائم بالحياة الأخرى والأخروية. فقد شدد على ضرورة ترسيخ الشعور بالموت بشكل مستمر لدى المسلمين بهدفه توجيه قلوبهم نحو الطريق المستقيم وطاعة بارئ الكون. وينعكس تأثير تلك التعليمات بشكل ملحوظ في مختلف جوانب المجتمع الإسلامي التليد؛ كالزيارات المتكررة للأماكن المقدسة والحفاظ على تواضع النفس أمام نعم الله العديدة وغيرها الكثير مما يساهم في تقوية يقظة النفوس وتعزيز إيمان الأفراد برب العالمين الواحد الأحد سبحانه وتعالى.
وفي حديث نبوي مؤثر نقلته كتب التاريخ، أكد عبد الله بن عمر رضى الله عنه ذات مرة قائلاً: «إذا أصبح أحدكم فلا يطلب عشاءه أبداً, وإن أمسى فلا يطلب صبحه». هكذا كانت حياة صحابته الكرام مليئة بالتوجيه والنصح لنفسها أولاً وللمحيطين بهم ثانياً. وهذا يؤكد دور المناظرات الثقافية الهادفة والتي تبقى مصدر إلهام لنا جميعاً بما فيها موضوع اليوم وهو فهم طبيعة وجود ومقام "ملك الموت" كجزء حيوي من منظومة حياتنا الروحية والروحانية حسب اعتقاد كل مسلم حرصاً منه على علو همته وفلاح أمر دينه ودنياه.