في الإسلام، تُعتبر التربية الروحية جزءاً حاسماً من تنشئة الطفل بشكل صحيح. أحد الأمور الهامة التي يمكن للوالدين تعليمها لأطفالهم هي الأدعية والأصول المتعلقة بالدخول والخروج من المنزل. هذه الفعاليات اليومية البسيطة تتضمن العديد من الآداب والعبادات التي تجعل حياة المسلمين أقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
الدخول إلى المنزل هو بداية يوم جديد مليئ بالأعمال والمهام المختلفة. لذلك، فإن البدء بتذكر اسم الله تعالى ("بسم الله") يعد خطوة أولى مهمة وفقاً للسنة النبوية الشريفة. كما يشجع الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم على ذكر الله عندما يدخل منزله قائلاً: "(إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ)" (رواه أحمد وابن ماجه).
بعد التسمية، يُوصى المسلم بقراءة دعاء الدخول الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا ولِج الرجلُ بيتَه فلْيقُلْ: اللهمَّ إني أسألُك خيرَ المَولجِ، وخيرَ المَخرَجِ، بسمِ اللهِ وَلَجْنا وبسمِ اللهِ خرجْنا، وعلى اللهِ ربِّنا توكَّلْنا". وهذا يعزز شعور التوكل على الله وحسن الثقة به سبحانه.
ومن بين الآداب الإضافية للدخول إلى المنزل استخدام السواك والاستقبال بسلام ("السلام عليكم"). أما بالنسبة للاستعداد للخروج من المنزل، هناك أيضا عدة إجراءات مستمدة من سنة نبينا الكريم. تبدأ بالتسمية مرة أخرى ثم قول دعاء الخروج الذي يفسر بأنه يكفي ويوضح الطريق وينشر البركة حول الشخص القائل له: "(بِسمِ اللَّهِ، توَكَّلتُ على اللَّهِ، لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ، يقالُ لَهُ: كُفيتَ، ووُقيتَ، وتنحَّى عنهُ الشَّيطانُ)".
هذه التعاليم الصغيرة لها تأثير كبير على بناء شخصية الطفل وتنمية روحانية صحية منذ سن مبكرة. إنها تساعد في ترسيخ أهمية التواصل المستمر مع الله واتخاذ قرارات يومية متوافقة مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.