النقاش حول دور الموظفين في صنع القرارات داخل المؤسسات يأخذ منعطفًا جديدًا مع التأكيد على أهمية وجود رؤية إدارية تضع الموظفين في مركز الشراكة. يُبرز صالح بن خلف ضرورة هذه الشراكة من خلال تأسيس علاقة تستند إلى قيم الثقة والشفافية، مؤكدًا أن الموظف لا يجب اعتباره فقط كمُنفذ للقرارات بل كشريك في صياغتها.
التحديات وأساس الشراكة
رغم التوافق على أهمية هذه النظرة، إلا أن إدريس بن عبد الكريم يلفت الانتباه إلى تحدي كبير وهو نقص التطبيق المستمر لهذه النظريات في العديد من المؤسسات. يُشار إلى أن بعض المؤسسات قد استطاعت تحقيق درجة معينة من نجاح هذه الشراكة، لكن ذلك يستلزم فهمًا واضحًا للآليات التي أدت إلى نجاحها.
القيادة المُبَعثرة
أول خطوة في السبيل نحو تحقيق بيئة عمل شفافة هي قيادة تتجسد فيها أخلاقيات الشفافية والثقة. لا يكفي أن تُعلن القيم فحسب، بل من المهم إظهار التزام حقيقي بهذه القيم عبر اتخاذ خطوات عملية. هذه القيادة المُبَعثرة تشكل أساسًا لبناء ثقافة تستند إلى الصدق والفتح.
أنظمة التغذية الراجعة
يبرز إدريس أهمية إقامة نظام متكامل للتغذية الراجعة، حيث تُستَشعَرِ الأصوات من جميع المستويات داخل المؤسسة. لا يجب أن يكون هذا النظام شكلاً فقط بدون محتوى، بل يجب أن تُسمَعِ وتُستثير أفكار الموظفين لتعزيز عملية صنع القرار.
الأهداف الشفافة
يجب تحديد الأهداف بوضوح وشفافية لكي يمكن قياس التقدم والإنجازات في سياق من الصراحة والتواضع. هذا يُمكِّن المؤسسة من تقييم نجاحها بشكل دقيق ويوفر مجالًا للاستجابة السريعة لأية تحديات قد تطرأ.
من خلال اتباع هذه المبادئ، يمكن للمؤسسات أن تصقِّل مسارها نحو بيئة عمل شفافة وديمقراطية. إن الشراكة الجدية بين الموظفين والإدارة هي جوهر تحول يُعزِّز من كفاءة وابتكار المؤسسات، مما يخلق فائدة ثانوية لجميع الأطراف المشاركة.
