حكم التهنئة بشهر رمضان هو موضوع يثير اهتمام المسلمين في كل عام، حيث يحرص الكثيرون على تبادل التهاني مع أصدقائهم وأحبائهم بمناسبة قدوم هذا الشهر الفضيل. وفيما يلي، سنستعرض حكم التهنئة بشهر رمضان وفقًا للشريعة الإسلامية، مستندين إلى الأدلة الشرعية والآراء الفقهية.
في البداية، يجب أن نؤكد على أن التهنئة بشهر رمضان هي عادة مستمدة من السنة النبوية الشريفة، حيث كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم هذا الشهر الكريم. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين" (رواه الترمذي).
ومن هنا، يمكن القول إن التهنئة بشهر رمضان هي أمر مشروع ومباح، وليست سُنّة ولا بدعة. فهي تعبر عن فرحتنا بقدوم هذا الشهر الفضيل، واستعدادنا لاستقباله بالطاعة والتقرب إلى الله عز وجل. كما أنها تعكس شعورنا بأن أيامه تختلف عن باقي الأيام في العام، وتستدعي منا استغلال كل لحظة فيه في فعل الخيرات واجتناب المنكرات.
وعلى الرغم من عدم وجود لفظ محدد في السنة النبوية للتعبير عن التهنئة بشهر رمضان، إلا أن هناك عبارات شائعة يمكن استخدامها، مثل "رمضان مبارك" و"كل عام وأنتم بخير". فكلمة "مبارك" مستخدمة في الحديث الشريف نفسه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك" (رواه الترمذي). أما عبارة "كل عام وأنتم بخير"، فهي مستخدمة بشكل واسع بين المسلمين، وتعبر عن دعاء الخير والبركة للمهنأ.
ومن العبارات الأخرى التي يمكن استخدامها في التهنئة بشهر رمضان:
* "بارك الله لك في هذا الشهر المبارك"
* "مبارك عليك الشهر الفضيل"
* "نهنئكم بقدوم شهر رمضان، أسأل الله أن يوفقنا جميعًا لفعل الخيرات وترك المنكرات"
* "بارك الله لكم يا أهل الإسلام، وأتمه على المسلمين بالقبول والمغفرة والرضوان"
وفي الختام، يجب أن نذكر أن النية الحسنة هي ما تجعل أي عادة تتحول إلى عبادة يثاب عليها الإنسان. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات" (رواه البخاري)، فإذا كانت نيّة التهنئة بشهر رمضان هي إدخال الفرح والسرور إلى قلب أخيك المسلم، فإن الله عز وجل يجزيك على ذلك.