الأضحية هي إحدى الشعائر الهامة التي يؤديها المسلمين خلال عيد الأضحى، وهي تعتبر سنّة نبوية متأصلة. عند النظر إلى حكم الأضحية للفرد المتزوج في الشريعة الإسلامية، نجد أنها موضع اختلاف بين علماء الفقه. الجمهور الكبير من فقهاء المذاهب المختلفة مثل المالكية، الشافعية، والحنابلة، بالإضافة إلى الظاهرية والقاضي ابن باز وغيرهم، يعتبرون الأضحية سنةً مؤكدةً، معتمدين في ذلك على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا دخل عشر ذي الحجة..." وغيره من الأدلة النبوية.
ويذهب البعض الآخر، بما في ذلك أبو حنيفة والمدرسة الحنفية، إلى اعتبار الأضحية واجبة على الشخص المقيم والميسور حالاً. وقد استند هؤلاء إلى فعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم واستمراره في إقامة الأضاحي طيلة مدة إقامته بالمدينة المنورة لمدة عشر سنوات تقريبًا. ويؤكد الشيخ ثوبان رضى الله عنه قائلاً بأن النبي محمد قام بذبح ضحيته ثم أمر بتوزيع اللحم لمن يحتاج إليه حتى عدّهم جميعاً! وهذا يدعم حجتهم القائلة بأن الأضحية ليست مجرد عمل اختيارياً وإنما لها أهميتها الشرعية الواضحة.
ومن منظور عملي، إذا كان الزوج والعائلة يعيشون تحت سقف واحد كعائلة واحدة، فإن أضحية واحدة تلبي حاجات الجميع وفق أغلبية آراء الفقهاء. ولكن عندما ينفصل الابن المتزوج ويتجه للعيش بشكل مستقل، هنا يمكن لكل طرف القيام بالأضحية الخاصة به بناءً على نفس الآلية المعتمدة فيما سبق.
وفي الختام، تبقى مسألة وجوبهذه السنّة محل نقاش أكاديمي داخل المجتمع العلمي للإسلام لكن الاتفاق العام يوحد الرأي أنها رسالة تقدير لله عز وجل وتعبير نبيل عن امتنان المؤمن لنعم الربانية الغزيرة.