ترتيب السور في القرآن الكريم بين التوقيف والاجتهاد

التعليقات · 1 مشاهدات

يتمحور الجدل حول كيفية تنظيم سورة القرآن الكريم حول مسألتين أساسيتين: الأولى تتعلق بتحديد ما إذا كانت عملية ترتيب السور هي عمل توقيفي مباشر من الله عز

يتمحور الجدل حول كيفية تنظيم سورة القرآن الكريم حول مسألتين أساسيتين: الأولى تتعلق بتحديد ما إذا كانت عملية ترتيب السور هي عمل توقيفي مباشر من الله عز وجل ام أنها نتيجة واجتهاد من قبل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والثانية تكمن في تحديد دور النبي محمد صلى الله عليه وسلم وملائكة الوحي فيما يتعلق بهذا النظام.

يعتبر الرأي الأكثر شيوعاً بين علماء المسلمين أنه رغم عدم وجود دليل صريح يدعم نظريات البعض بشأن وجود جدول رسمي ثابت لتراتبية السور في اللوح المحفوظ, إلا إنه ينظر الى طريقة التنظيم كعمل اجتهادي قامت به مجموعة محترمة وكبيرة من الصحابة رضوان الله عليهم تحت توجيه وشرح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. يشير هؤلاء العلماء إلى حقيقة أن الكثير مما نعتبره اليوم كنص مقدس فعلاً لم يتم تأليفها كتابةً خلال حياته المباركة ولكن بلِسان الشفهيين عبر الرواية والتلقين.

ومع ذلك، فإن بعض الفرقاء مثل أبو مسلم البهلي والكرامي يؤكدون أن النظم الحالي لسورتي القرآن ليس فقط متوافق مع وصايا كتابية واضحة وإنما أيضا يأتي بطريقة مشابهة لما جاء به جبرائيل عليه السلام للنبي المنتقى أثناء مراجعاته السنوية للقراءة القرآنية حسب روايات مصطفى صادق الرافعي وغيرهم ممن أثروا بالسيرة النبوية المطهرة.

بالانتقال إلى دراسة معمقة للحكم الشرعية الخاصة بتوزيع آيات التعظيم داخل مختلف الفصول المعروفة برموز "سور"، تجتمع معظم المدارس الإسلامية الواحدة لصالح اعتبار نظام التصنيف النهائي هنا كمادة توفيقية مطابقة تمام التشابه لذلك المتضمن في لوحي محفوظ لدى بارئ الخافقات وخالق البرية جمعاء بحسب تقديس العقيدة الدينية.

وقد استشهد عمرو بن دينار والحسن بن علي وهلال بن يساف وغيرهما كثيرا لهذه النظرية مستمدة دوافع منها اختلاف نوع وقيمة الآيات نفسها بالإضافة لأسباب أخرى ذكر أهل الثقافة والدراسات الدينية علاقتها بإرشادات غراء رب العالمين نفسه وبالتالي يصنف ذلك ضمن الأعمال المقدسة والتي تسلم لها كافة مدارس التفكير الإسلامي منذ زمن الفتوحات الإسلامية حتى يومنا هذا دون تمرد ظاهر أو عكس رأي ظاهرا واضحا ضد تلك وجه نظر.

وفي جانب ثانوي ذائع الصيت وهو حكم صرف إبراز أحرف كلام الرب سبحانه وتعالي بصيغة مفصلة ومتصلة بدون فصل وهي نقطة خلاف بحرمان خالص بين فقهاء الدين الاسلامي الا انه بالإمكان القياس والتوسيع للتأكيد ان تقسيم الآyat وظائفها داخليا خارج حدود كل سفر له نفس درجة القداسة المعتد بها . وفي واقع الامر ، فان تعليمات السيد رسوله الأعظم لحافظوه المقربين تؤكد تصوره الدقيق والمفصل لكل فرد وكل جزء من مجموع الكتاب العزيز وباتفاق الجميع على ضرورتها للتوجيه والنقل للأجيال التالية وكذلك لنظام التدريس المتبع آن ذاك بواسطة سيد المنابر محمد صلاح الله عليه وسلم مباشرة لإتباعه الخاص بكامل أدوات التواصل على مر التاريخ الإسلامي المبكر.

هذه العملية الترتيبية لكتاب الرحمة تعتبر مؤشر اكثر أهميته نحو مشروع رحمة شامل طويل المدى يتالعلى نشر نور الإيمان والمعرفة بما يمتاز به من خصائص فريدة تشمل الانثيال التدريجي للشريعة بأمر منه جل شأنه عبر مراحل مختلفة بداية بخلع الهويات القديمة تمامًا واستبداله بالتصور الحق لله ثم الانتقال لبنية عقائده المثالية وحتى تبني منظومة كاملة لقواعد المجتمع المؤمنة بسنة رب العالمين وحده.

التعليقات