في رحلة الإيمان والفهم العميق للعالم الغيبي، يقف أمام المؤمن عظمة وعظمة خلق الله تعالى وجهنم، مكان الجزاء الأخير للأفعال البشرية. وفي القرآن الكريم الكريم، يتم تصوير هذه الوجهة كأنها نظام متعدد الطبقات، كل منها مصمم خصيصاً لتناسب أنواع مختلفة من الخطايا والمعاصي. تشير العديد من التفسيرات والتوضيحات التاريخية إلى وجود تسع طبقات اساسة لنار جهنم، والتي تحمل اسماء تحمل معاني قاسية ومؤلمة.
البداية مع "جهنم"، الاسم الأكثر شيوعا والذي يُستخدم للإشارة إليها بشكل عام. ومن ثم يأتي "لظى" الذي يعكس شدة حرارة أشد مما يمكن تخيله. بعد ذلك تأتي "الحطمة"، وهي درجة عالية من الدمار والانهيار، بينما توصف "السعير" بالحالة المحرقة للغاية. أما بالنسبة لـ "سقر" فهي تعني المكان المنخفض والمظلم تحت الأرض. ليست تلك فقط، بل هناك أيضا "الجحيم" الذي يعني الاحتراق المستمر والشعور بالعذاب الأبدي. وبينما ننتقل نحو الأعماق أكثر، تجد "الهاوية"، رمز الانحدار والاستسلام الكامل للشيطانية.
هذه التسع طبقات ليس مجرد قائمة مجرد، ولكن لكل واحدة منها دور خاص في تمثيل مختلف أشكال العقوبات المتنوعة بناءً على نوع الخطيئة المرتكبة أثناء الحياة الدنيا. فالأعمال الخبيثة مثل الخيانة والنفاق لها جزاءها الخاص بها داخل درب الجحيم السفلي ("جهنم"). أما أولئك الذين غفلوا عن الدين رغم كونهم موحدين ("الموحِّدين") فسيتم وضعهم قرب أعلى مستوى. وهكذا دواليك بالنسبة لبقية الأنواع الأخرى من المعاصي والأخطاء الإنسانية. وهذا النظام التصنيف واضح تمام الوضوح منذ بداية نزول الرسالات السماوية حتى يومنا الحالي.
إذا انتقلنا الآن لاستكشاف طبيعة حياة سكان الجنة الآخرين، سنكتشف أنها مليئة بالأهوال والكوارث بلا حدود. بدءًا من هواء الجحيم اللاذع ("السموم"), وانتهاء بثرائها الهائل للكبريت الأحمر الساخن بكميات هائلة جدًا بما يكفي لإغراق السماء والأرض والبحر مجتمعة! كما أنه ليس لديهم ملجأ مريح، فالفرش والعزائم المقدمة عبارة عن قطع مشتعلة من النار نفسها! إنه حقا مشهد مرعب يدفعنا للتضرع لله عزوجل وتجنب طريق الوصول لذلك المصير المروع قدر الاستطاعة عبر التقرب منه والإخلاص له جل وعلا واتباع مسيرة الحق والصلاح طيلة الوقت بإذن الرب القدير الرحيم الرحمان الرحيم...