الحمد لله الذي شرع لعباده أعيادًا تبعث في نفوسهم الفرح والسرور، وتذكرهم بنعمه وفضله. إن مشروعية الأعياد في الإسلام لها حكمة بالغة، حيث تهدف إلى تحقيق عدة غايات سامية. أولًا، الأعياد تعزز الشعور بالانتماء الجماعي للمسلمين، وتقوي الروابط بين أفراد المجتمع المسلم. ففي يوم العيد، يجتمع المسلمون في المساجد لأداء صلاة العيد، ثم يتبادلون التهاني والتبريكات، مما يعزز روح الأخوة والتكافل الاجتماعي.
ثانيًا، الأعياد تذكر المسلمين بنعم الله عليهم، وتحثهم على الشكر والامتنان. ففي يوم العيد، يذكر المسلمون نعم الله عليهم من خلال الخطبة التي تلقى في صلاة العيد، والتي تتناول موضوعات مثل توحيد الله، وشكر النعم، والاعتبار من التاريخ الإسلامي. هذا التذكير بالنعم يبعث في النفوس شعورًا بالامتنان لله سبحانه وتعالى، ويحثهم على الاستمرار في طاعته وشكره.
ثالثًا، الأعياد تشجع على التسامح والمغفرة بين المسلمين. ففي يوم العيد، يُحرص المسلمون على زيارة الأقارب والأصدقاء، وتبادل الهدايا والتهاني، مما يعزز روح التسامح والمغفرة بينهم. كما أن الأعياد تشجع على إخراج الزكاة والصدقات، مما يزيد من التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم.
رابعًا، الأعياد تبعث في النفوس الفرح والسرور، وتخفف من وطأة الحياة اليومية. ففي يوم العيد، يُحرص المسلمون على ارتداء الملابس الجديدة، وتناول الطعام اللذيذ، وزيارة الأماكن العامة، مما يبعث في نفوسهم شعورًا بالفرح والسرور. هذا الفرح والسرور يساعدان على تخفيف وطأة الحياة اليومية، ويشجعان على الاستمرار في العمل الصالح.
خامسًا، الأعياد تذكر المسلمين بتاريخهم الإسلامي المجيد، وتحثهم على الاستفادة من دروس الماضي. ففي يوم العيد، تُلقى خطبة تتناول موضوعات مثل غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، أو معارك المسلمين ضد أعدائهم، مما يذكر المسلمين بتاريخهم المجيد، ويشجعهم على الاستفادة من دروس الماضي في حياتهم الحالية.
وبناءً على ما سبق، يمكن القول إن مشروعية الأعياد في الإسلام لها حكمة بالغة، حيث تهدف إلى تحقيق عدة غايات سامية مثل تعزيز الانتماء الجماعي، وتذكر النعم، وتشجيع التسامح والمغفرة، وبعث الفرح والسرور، وتذكر التاريخ الإسلامي. هذه الغايات تتماشى مع القيم الإسلامية السامية، وتساهم في بناء مجتمع مسالم ومتكافل.
