القضاء والقدر مفهومان أساسيان في العقيدة الإسلامية، لهما جذورهما العميقة في اللغة وفي الشرع. لغة، "القضاء" يعني اتقان الأمر وإحكام تنفيذه، وهو أيضاً الحكم والبيان والحتم. أما "القدر"، فهو الإحاطة بمقادير الأشياء والمعرفة بتفاصيلها الدقيقة. اصطلاحياً، يشير القضاء إلى تقدير الله لكافة الكائنات التي ستوجد بناءً على معرفته المسبقة واحترام حكمة الرب. بينما يشكل القدر فهم الله السابق للأمور وكتابتها وفق مشيئته وخلقها بعد ذلك. بهذا المعنى، هما مترادفان لأجل واحد.

إن الإيمان بالقضاء والقدر يعد أحد أهم أسس الدين الإسلامي، فلا يمكن اكتمال الإيمان بدون هذين العنصرين. يدعم القرآن والسنة النبوية هذا الإيمان بشكل واضح وصريح بإشارتهم لعلم الله الشامل وقدرته ومشيئته فوق خلقه. كما أكد علماء المسلمين عبر التاريخ على ضرورة التصديق بالقضاء والقدر باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الإيمان. ويتمثل مستوى الإيمان بالقضاء والقدر بثلاثة جوانب رئيسية وهي:

1- الاعتراف بأن الله عالم بكل شيء بماضي، حاضر ومستقبلي.

2- الثقة بأن كل حدث سوف يحدث قد سبق كتابته في اللوح المحفوظ حتى يوم القيامة.

3- تقبل أن 모든 الأحداث والأفعال في الكون تتم تحت المشيئة الربانية والخالقة الوحيدة لله عز وجل.

وتوفر هذه المفاهيم ثروة هائلة من الفوائد الروحية والعقلية والنفسية للإنسان المسلم مثل اليقين بالرزق والثبات أمام المصائب والتسامي فوق المخاوف الأرضية وغيرها الكثير مما يعكس دعوة الإسلام لتحقيق حياة كاملة متوازنة سعيدة سعادة قلب وروعة روح!