إن إدارة الغضب هي مهارة حياتية مهمة، وقد قدم الإسلام طرقاً فعالة لتحقيق السلام الداخلي والتغلب على نوبات الغضب. أولاً، يجب التعوّذ بالله من الشيطان الرجيم عندما يشعر الشخص بغضب شديد، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا غضب أحدكم وهو قائم، فليجلس فإن زال عنه الغضب وإلا فليضطجع". فالهدوء والسكوت هما مفتاحان رئيسيان للتغلب على الغضب، حيث يمكن للغاضب أن يستقر جسمانياً وعاطفياً.
بالإضافة إلى ذلك، حفظ وصايا النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعد خطوة حاسمة نحو التحكم في العواطف. لقد علمنا أنه يمكن الحصول على الجنة بتجنب الغضب حتى لو كان تحت سيطرتنا. كذلك، التفكير في العواقب الوخيمة للغضب ودراسة تأثيره السلبي على الشخصية يساعد الأفراد على مقاومته. من الأمثلة البارزة على استخدام الهدوء والصبر في مواجهة الاستفزاز هو تصرف النبي نفسه، والذي كان مثال يحتذى به في المثابرة والكبح عن الانفعال.
وفي السياق ذاته، يلعب الدعاء دوراً هاماً أيضاً. فهو يخفف الضغط النفسي ويعزز التواصل الروحي مع الله سبحانه وتعالى، مما يعطي الشعور بالأمان والحماية من الشرور الناجمة عن الغضب.
يمكن تقسيم أنواع الغضب إلى قسمين: غضب مذموم يقود إلى ظلم الآخرين وانتهاكه لحقوقهم، وهناك النوع الثاني المعروف بغضب البر وهو مثل غضب النبي صلى الله عليه وسلم عندما يتم تجاوز حدود الله تعالى.
تشمل أسباب الغضب عدة عوامل منها المزاح الفظّ والمناقشة غير المحترمة والاستهزاء وغيرها الكثير والتي تؤدي للشعور بالحزن والإحباط لدى البعض. ومع ذلك، قد يعتقد بعض الأشخاص بأن الإظهار العلني للغضب دليل قوي على قوة وشجاعتهم الشخصية بينما في الواقع هذه مخالب نفسية تحتاج للتروي للحفاظ على العلاقات الاجتماعية والعلاقات الدينية الصحية. إن فهم هذه النقاط الأساسية وطرحها ضمن استراتيجيات عملية سيكون لها دور فعال في المساعدة الذاتية لتحقيق حياة أكثر هدوءاً وانضباطا بناءً علي أساس تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.