في الإسلام، يُعتبر نظام الضرائب قضية ذات أهمية كبيرة نظرا لدوره الحيوي في تنمية الاقتصاد الوطني وتحسين البنية التحتية ومواجهة النفقات الحكومية. ويمكن تصنيف هذه الضرائب إلى قسمين رئيسيين بناءً على أحكامها الشرعية. أولاً، هناك ضرائب جائزة والتي تعتبر مشروعة وفق الشريعة طالما تم جمعها بطريقة عادلة ومتوازنة ولم يتم الاستغلال فيها بشكل غير مشروع. تتضمن الأمثلة على هذا النوع من الضرائب تلك المستخدمة لإنشاء مشاريع عامة عامة كالبنية التحتية والخدمات الصحية وغيرها مما يساهم في رفاهية الشعب.
ومن جهة أخرى، يوجد ما يسمى "بالضرائب الممنوعة" وهي التي تخالف مبادئ العدالة والمساواة في التعامل مع المواطنين. يشير علماء الدين إلى أنه ينبغي تجنب imposition of taxes عندما تنخفض موارد الحكومة ولا تستنزف جميع مواردها المتاحة، وذلك لأن هذا يمكن اعتباره شكلًا من أشكال الظلم والاستبداد. علاوة على ذلك، أكدت النصوص الدينية منذ بداية ظهور الإسلام حتى الآن على ضرورة دفع الزكاة كتعبير حيوي عن الشعور بالتضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع الواحد. وكانت كذلك مصدر دخل أساسي للحكومة خلال القرون الأولى للإسلام قبل ظهور الأنواع الحديثة للضرائب.
وفي ما يتعلق بموضوع قبول الوظائف المرتبطة بجمع الضرائب، فإنه أمر قابل للتطبيق حسب ظروف محددة. إذا تضمنت مهامه الحفاظ على القوانين والأنظمة الموضوعة اجتماعياً وحفظ حقوق الناس والحماية منهم ضد أي فساد محتمل، ثم فقد تكون عملية collection taxworkmissible بشرط اتباع قواعد العدالة والقانون واستبعاد الفساد رشاوى وغيرها. أما اذا انتهكت هذه القرارات الأصلية للقيم الأخلاقية والدينية الإسلامية، فالعمل سيكون حراما ويتعارض معه دينيا.
وأخيراً، بالنسبة لاستراتيجيات الهروب ضريبيا، فهو ليس مجرد مسألة قانونية فقط ولكنه أيضًا له جوانبه الإنسانية والأخلاقية تحت مظلة التشريع السعودي. يُعتبر الالتفاف حول النظام الضريبي واجباً وطنياً على الأفراد الذين يستطيعون تحمل عبئه لكن بدون انتحال طرق مخالفة للشريعة كالاستدانة بفائدة مثلاً وهو ممنوع شرعا تماماً. ومع ذلك، قد يحدث أن تطرح بعض السلطات خطط تحصيل متشددة بصيغة الغرامات والعقوبات المرتبطة بفوائد الربا، وهذا بدوره مناقض لأحكام الاسلام المتعلقة بالحرمة القطعية للاستثمار مرتبط بريبا. وفي حالة كهذه، يحظر المشاركة بالنظام الحالي مهما بلغ الأمر سخونة الوضع القانوني لذلك الجانب الآخر من الجانبين هما : جانب التقيد بالقانون والنظام العام والجوانب الأخلاقية والإنسانية منهج حياة مسلم الحقوق والواجبات تجاه مجتمعه ووطنيه ودينه .
هذه هي خلاصة ماسبق ذكره بشأن الأحكام الشرعية لنظام الضرائب وأشكاله المختلفة داخل المجتمعات الإسلامية اليوم ، بما يعكس روابط عميقة بين التصرف الشخصي والتقدم المدني نحو مجتمعات أكثر عدلا واستقرارا ضمن إطار المرجعية الدينية والثقافية .