ثواب المؤذن: مرتبة سامية ومكانة رفيعة في الإسلام

التعليقات · 0 مشاهدات

إن الحديث حول "أجر" المؤذن ليس مجرد نقاش نظري، بل إنه يدخل ضمن النصوص الدينية والإرشادات النبوية التي تؤكد مكانته الخاصة لدى المسلم الحرص على أداء شعا

إن الحديث حول "أجر" المؤذن ليس مجرد نقاش نظري، بل إنه يدخل ضمن النصوص الدينية والإرشادات النبوية التي تؤكد مكانته الخاصة لدى المسلم الحرص على أداء شعائر دينه. هذا المنصب السامي، وهو نداء فريضة الصلاة الخمس اليومية، يحمل أهمية روحية عظيمة.

وفقاً للأحاديث النبوية الشريفة، فإن للمؤذنين مكانتين مميزتين يوم القيامة: الأولى تتعلق بأنهم سيكونون أطول الأعناق بسبب شدة انتظارهم ورغبتهم المستمرة فيما عند الله ورحماته الواسعة. والثانية تعكس قدرتهم على إبراز دورهم بدون حائل كما تفعل القطع المعدنية أثناء التعرض للحرارة. ولقد استخدمت العرب قديمًا وصف طول الرقبة لتمثيل المكانة الاجتماعية العالية لشخصيات محورية نظرًا لكم هائل من الأنصار والمعجبين الذين لديهم.

وفي أحاديث أخرى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، تم التأكيد بشكل واضح على المكافأة الباهرة المرتبطة بالمشاركة في عملية الإعلان عن بداية وقت الصلاة أو الانخراط مباشرةً في الصف الأمامي خلال الصلاة. الفكرة هنا واضحة تمامًا: إذا كانت الفرصة الوحيدة المتاحة أمام المرء هي القرعة لحجز أحد هذين الموقعين العزيزين، فسوف يقوم بكل سرور بذلك طمعاً في تلك الجائزة الجليلة.

وعندما نتحدث عن مؤهلات الشخص المناسب لهذه المهمّة الروحية الحساسة، نفرق بين متطلباتها الاساسية وغير الأساسية. الإسلام والعقل هما الشرطان الأساسيان لتكون مؤذنًا صالحًا. بعض الفقهاء يشير أيضًا إلى العدالة باعتبار أنها إحدى خصائص المؤذن المثالي. بينما تعد الأخلاق الحميدة مثل الأمانة والدقة غاية وسيطة ولكن موضع تقدير كبير كذلك. وهذا الأمر مطلوب خاصَّة بالنسبة للدقة الزمنية اللازمة لإقامة الشعائر وفق جدول زمني معروف بدقه للغاية مما يعني مسؤوليت كبيرة على عاتق المؤذن.

أما تعريفاً مصطنعاً للإعلان فهو صوت نشاز غير موسيقى أو تقليد أصوات الطيور ولكنه عبارة عن تكرار كلام مضبوط ومعروف لكل المسلمين منذ طفولتهم وبالتالي سهولة فهم المغزى منه رغم بساطتها الظاهرية والتي تتمثل عادة بتوكيد وحدانية الله سبحانه وتعالى وصفات جنابه جل وعلا بالإضافة للتأكيد على رسالة النبي الأكرم سيدنا محمد بن عبد الله وبشائر الخير والمجد لمن يرعى أمر الدين ويلتزمه حق التصنيف والتطبيق. إنها دعوة عامة لدخول وقت الضراعة والخضوع لله عز وجل جمعاً للسالكين إليها وتمثيلاً للشرائع النافذة والتي قضى بها رب العالمين وفرقت وسائل تنفيذها بما يتناسب مع القدرات البشرية العادية فاللسان قادر على تأديته بجهد بسيط نسبي ولا حاجة لأعمال جسمانية مشقة فيها كثيرة فتكون لذلك الدعوة فرصة سانحة أمام الجميع لتحقيق رضا الجليل وطاعة ذوي القدرة والبلاء بحسن قصد واسع الرؤية تجاه الآخرة والفوز برضا الرحمن فوق أرض الدنيا وخارج حدودها حين عبور باب الحياة الطويل نحو دار القرار السرمدي.

التعليقات