الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. إن فضل الدعاء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم عظيم، فهو من أعظم القربات التي تقرب المسلم إلى الله عز وجل. وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإكثار من الصلاة على نبيه الكريم، حيث يقول جل وعلا في كتابه العزيز: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (الأحزاب:56).

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت له شفاعتي" (رواه مسلم).

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي، وقال: لا تنسنا يا أخي من دعائك، فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا. وفي بعض الألفاظ: أي أخي أشركنا في دعائك ولا تنسنا.

ومن الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها للنبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم ارحم محمدًا وحبيبًا محمدًا وذريّة محمدًا، واجعل محمدًا شفيعًا يوم القيامة". كما يمكن للمسلم أن يدعو بالنبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة والمغفرة، كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال أعرابي في الصلاة: "اللهم ارحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا"، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "لقد حجرت واسعًا".

وفي الختام، ينبغي للمسلم أن يحرص على الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يدعو له بما هو حسن، مع تجنب الدعاء له بما يشعر بالنقص في حقه الكريم. فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي دعاء له بأن يصلي الله عليه، أي يثني عليه في الملأ الأعلى، وهي من أعظم القربات التي تقرب المسلم إلى الله عز وجل.