باب التوبة هو أحد الأبواب الثلاثة الموجودة في الكعبة المشرفة، وهو يقع تحديدًا في الجانب الأيمن عند الدخول إلى الكعبة من الداخل. هذا الباب، الذي كان محاطًا بدرجة يعلو بها المرء لسطح الكعبة، يتميز بمواصفات فريدة جعلته جزءًا مهمًا وأيقونيًا من تاريخ هذه البقعة المقدسة.
وفقًا لما ذكر المؤرخ العربي الأزرقي في كتابة "أخبار مكة"، فإن باب التوبة يبلغ ارتفاعه نحو ثلاثة أذرع ونصف مع عرض قدره ذراع واحد ونصف. صنع هذا الباب الرائد من حديد الساج الأملس، والمعروف أيضًا باسم الصاج، وتم تركيبه بطريقة فتحاته باتجاه اليسار. منذ القدم، لم يكن لهذا الباب تغطية ذهبية أو فضية، ولكن مع مرور الوقت وتعرضه للتآكل بسبب عوامل الزمن، قرر الخليفة المتوكل عام 237 هجرية تزيينه بمعدن الفضة. تضمنت عملية الترميم تغليف الباب بورقة رقيقة من الفضة بالإضافة إلى تثبيت مغلق فضي عليه.
ومع ذلك، شهد التاريخ لحظات تحديات اختبرت تماسك هذه التحسينات الجمالية. فقد تعرض الباب للسلب أثناء الفتنة التي قادها إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن عام 251 هجرية عندما استولى على كل كنوز الكعبة بما فيها الغلاف الفضي لباب التوبة. ظل الوضع كذلك حتى إعادة ترميمه خلال فترة حكم السلطان العثماني مراد الرابع حوالي العام ١٠٣٩ هـ.
إن إدارة وصيانة باب التوبة ليست مجرد مسؤولية فردية بل تنقسم بين القائمين على خدمتها وفق تقليد طويل الأمد. حيث تتضمن خدمات البيت الحرام أشياء مثل ستائر باب الكعبة وحزامها وسترة مقام إبراهيم والتي تتولاها عائلة آل هاشم من أمراء مكة المكرمة. بينما تعود مهمة حراسة المفتاح الخاص بالكعبة وشحناتها وغلاف باب التوبة إلى قبيلة بني شيبة المقيمة بالمملكة العربية السعودية.
في الآونة الأخيرة، ضمن النظام الحالي لإدارة المملكة العربية السعودية، تحولت جميع المسؤوليات المرتبطة بإدارة بيت الله الحرام باستثناء تلك الخاصة بمفاتيح الباب الخارجية وكسائه إلى هيئة خاصة تابعة لها وهي الهيئة الرئاسية المسؤولة عن أعمال مسجدَيْ مكة والمدينة المنورة واستتباعهما. ومن هنا يكمن جلال دور ورعاية باب التوبة أكثر منه رمز للدين الإسلامي فهو المحور الرئيسي للحفاظ على مكانة واحدةٍ من أقدس المواقع الإسلامية في العالم.