تفسير آية (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه): دراسة تحليلية

التعليقات · 0 مشاهدات

تتناول الآية الكريمة "مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَ

تتناول الآية الكريمة "مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً" (النساء: 46) مجموعة من اليهود الذين حرفوا الكلم عن مواضعه، أي غيروا معاني الكلمات في القرآن الكريم والتوراة.

يصف الله تعالى هؤلاء اليهود بأنهم "يحرّفون الكلم عن مواضعه"، مما يعني أنهم يغيرون معاني الكلمات في النصوص المقدسة، ويضعونها في غير مواضعها الصحيحة. هذا التحريف يأتي من عنادهم وبغضهم، حيث يختارون تفسير النصوص بما يتوافق مع مصالحهم الشخصية، بدلاً من اتباع الحق كما هو مكتوب.

ويذكر الله تعالى أن هؤلاء اليهود يقولون: "سمعنا وعصينا"، أي أنهم يظهرون الاستماع والقبول، ولكنهم في الحقيقة لا يطيعون أوامر الله. كما يقولون: "اسمع غير مسموع"، مما يدل على أنهم يطلبون المزيد من التوضيح أو التفسير، ولكنهم في الواقع لا يريدون فهم الحقائق كما هي.

ويصف الله تعالى أيضًا أن هؤلاء اليهود يستخدمون ألسنتهم في الكذب والتحريف، ويطعنون في الدين، أي أنهم ينتقدون ويهاجمون العقيدة الإسلامية. لو أنهم قالوا: "سمعنا وأطعنا"، وطلبوا الفهم والرؤية، لكان ذلك أفضل لهم وأقوم، ولكن الله لعنه عليهم بسبب كفرهم، فلا يؤمنون إلا قليلاً.

هذه الآية الكريمة تسلط الضوء على خطورة التحريف والتلاعب بالنصوص المقدسة، وتؤكد على أهمية اتباع الحق كما هو مكتوب دون تغيير أو تحريف.

التعليقات