النبي زكريا، أحد أشهر أنبياء بني إسرائيل وفقاً للتقاليد الدينية الإسلامية والمسيحية، ترك بصمة واضحة في تاريخ الدين والنبوة. أما بالنسبة لحياته الدنيا، فإن النبي زكريا لم يكن مجرد نبي بل أيضاً رجل عملي ومثابر. حسب الروايات المتداولة، كان النبي زكريا حرفياً بارعاً، خاصةً في مجال نجارة الخشب. هذه المهنة الجسدية ليست فقط مصدر رزقه، ولكنها تعكس أيضا روح الاعتماد على الذات والتوكّل على الله.
كان الزواج بين النبي زكريا وابنة أخيه مريم - التي ستصبح فيما بعد أم المسيح عيسى - نتيجة عملية تكليف إلهية. رغم تقدم العمر وعدم وجود ذرية بالفعل، استجاب النبي زكريا لدعوة الله وصلى طلباً لإنجاب طفل. وبفضل إيمانه الراسخ وتصديقه بأن القدر خير، منح الله زكريا الابن الوحيد يحيى، والذي أصبح لاحقاً راهباً معروفا بشدة التدين.
وقد اختلفت تفاصيل الموت في حياة النبي زكريا بشكل كبير عبر مختلف الروايات التاريخية والأثرية. بينما يشير البعض إلى وفاته الطبيعية بسبب تقدمه في السن، يدعي آخرون بأنه تعرض للاغتيال على يد اليهود الغاضبين. ومع ذلك، يبقى الأمر غير مؤكد وغير محدد بدقة.
بشكل عام، يقدم لنا سيرة النبي زكريا درساً حول أهمية العمل الجاد والعلم بتقدير الله للقادرين حقاً على التقوى والاستقامة بغض النظر عن ظروف الحياة.