كان رسولنا الكريم، سيدنا محمد بن عبد الله، أول مولود يرى النور بعد وفاة أبيه العزيز عبد الله. ولد في مكة المكرمة عام 571 ميلادي، وهو الابن الوحيد لوالدته آمنة بنت وهب التي توفيت عندما كان عمره ست سنوات فقط. قضى شبابه في رعاية جده عبد المطلب ثم عمه أبو طالب بعد ذلك. عرف عنه حسن أخلاقه وصدقه وكرمه منذ صباه المبكر حتى لقبه أهل قريش بـ "الصادق الأمين".

عندما بلغ الثلاثينيات من عمره، بدأ يدعو الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد سراً بين أصحابه القلائل الذين صدقوه واتبعوا دعوته الحق. رغم مواجهته للمعاناة والصعاب الشديدة، ظل ثابتاً راسخاً في إيمانه وعلى رسالة رب العالمين. رحلة طويلة مليئة بالأحداث والتجارب جعلت منه قائداً روحياً وحكيماً مثالياً.

اختاره الله سبحانه وتعالى لنشر الدعوة الإسلامية علانيةً، وأرسل إليه الملائكة برسالته الخالدة. كانت مهمته السامية هي نشر تعاليم الإسلام العظيم وإرشاد البشرية للحق والخير. وقد نجح - -حفظه الله ورعاه- - بجدارة واستطاع بناء مجتمع متماسك يقوم على الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة.

وفي النهاية، ترك لنا هذه الشخصية الفذة إرثا عظيما يستلهم منه كل مسلم طريق الحياة الصحيح ويتعلم كيف يعيش بشرف ونبل كما علمنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. إنها حقاً قصتنا جميعاً كمسلمين نعتز بها ونعتبرها مصدر إلهام لنا عبر الزمن.