كتاب "الخطبة المنبرية" يعدّ مصدرًا غنيًّا ومفصلاً لفهم التعاليم الإسلامية كما شرحها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، أحد أشهر الشخصيات الدينية والإصلاحيين على مر التاريخ الإسلامي. هذا العمل الرائع، الذي جمعَه الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ المؤسس، يضم عشرات الخطب المنبرية التي يلقي الضوء على العديد من المسائل الرئيسية في الدين الإسلامي.
مؤلف الكتاب، محمد بن عبدالوهاب، شخصية بارزة ولد عام 1115 هجرية. بعد تعلمه المبكر للقرآن الكريم والتزمامه به، انطلق نحو دراسة التفاسير والأحاديث وغيرها من الأعمال العلمية الأخرى. تُظهر خطبه المنبرية قدرة كبيرة على التحليل والفهم العميق للإسلام.
في إحدى خطبه الأولى، يدعو الشيخ إلى التقوى ويذكر أن الحياة ليست إلا مرحلة انتقالية يقيم فيها الإنسان بين الاختيار والخوف. يشجع المستمعين على القيام بالأعمال الصالحة والاستعداد للجنة. وفي مناقشته لشهر رمضان، يؤكد دوره المهم كجزء أساسي من الإسلام، ومعظم المسلمين يعلمونه جيدا بسبب فريضة الصيام المرتبطة به.
وفي خطبة أخرى حول عيد الفطر المبارك، يحذر الشيخ الناس من التركيز الزائد على المتع الدنيوية مثل الملابس الجديدة، مشيرا إلى أن سعادة الحياة الحقيقية تكمن في التقوى والاتباع الحق لإرشادات الدين الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، يناقش حقيقة يوم القيامة والعقاب الشديد الذي ينتظر الذين ارتكبوا المعاصي والمعاصي الكبيرة.
كما تناول الحديث أيضا حول أهمية الحج باعتباره واحدا من أركان الإسلام الثابتة وكوسيلة للتطهير الروحي. كل هذه الموضوعات تم تقديمها بطريقة بسيطة ولكنها مستفيضة تشجع الأفراد على فهم وإتباع التعليمات المقدسة للإسلام بشكل أفضل.
إن كتاب "الخطبة المنبرية"، رغم بساطته الظاهرة، يكشف عن ثراء كبير ومتنوع في التعاليم الإسلامية التي يمكن الاستفادة منها اليوم وكذلك بالنسبة للأجيال المقبلة.