تعدّ سورة آل عمران من السور المدنية التي نزلت بعد الهجرة النبوية الشريفة، وهي سورة غنية بالمعاني العميقة والآيات البالغة. ومن بين ما تتميز به هذه السورة استخدام صيغ المبالغة، والتي تعكس قوة التعبير وعمق المعنى. سنقوم في هذا المقال بدراسة وتحليل بعض صيغ المبالغة في سورة آل عمران.
تبدأ السورة بقوله تعالى: "الم" (1)، وهي فاتحة السور كلها موقوفة خالية عن الإعراب لفقدان مُوجبه ومقتضيه، فيوقف عليها بالسكون. ثم يأتي الإخبار بأن الله هو "الْحَيُّ الْقَيُّومُ" (2)، حيث يصف الله نفسه بأنه الحي الذي لا يموت، والقيوم الذي لا ينام ولا يغفل عن عباده. هذه الصيغة تعبر عن قوة الله وكماله المطلق.
ثم يأتي ذكر نزول القرآن الكريم بقوله تعالى: "نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ" (3). هنا، نجد صيغة المبالغة "مُصَدِّقاً"، والتي تعبر عن صدق القرآن الكريم وتأكيده لما سبقه من الكتب السماوية.
وفي الآية (4)، نجد صيغة المبالغة "عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ"، والتي تعبر عن قوة الله وعظمته وقدرته على الانتقام من أعدائه.
كما نجد في الآية (5) صيغة المبالغة "هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ"، والتي تعبر عن قدرة الله على خلق الإنسان وتشكيله في الرحم كما يشاء.
وفي الآية (6)، نجد صيغة المبالغة "الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، والتي تعبر عن عظمة الله وحكمته في خلقه وتدبيره.
هذه الصيغ المبالغة في سورة آل عمران تعكس قوة التعبير وعمق المعنى، وتؤكد على عظمة الله وقدرته وكماله المطلق.