الإسلام ليس مجرد عقيدة دينية، بل هو نظام شامل للحياة يمتد إلى جميع جوانبها، بما في ذلك نظام الحكم. فالإسلام يعتبر الحكم جزءًا لا يتجزأ من طبيعة الدين نفسه، حيث يهدف إلى تنظيم شؤون الأفراد والجماعات، وفرض سلطانه على الدول، وسيادة حكمه على العالم كله. هذا النظام الحاكم في الإسلام يقوم على أساس العقيدة والمبدأ، وهو ليس مجرد دين فحسب، بل هو دين ودولة.
إن مفهوم الحكم في الإسلام يرتكز على عدة مبادئ أساسية. أولاً، الإسلام يلزم الناس باتباع ما أنزل الله، ويوجب عليهم التحاكم إلى ما جاء من عند الله وحده دون غيره. هذا يعني أن الحكم في الإسلام هو الأصل الجامع الذي يقوم عليه الدين، والدعامة الأولى التي يقوم عليها الإسلام. ثانيًا، طبيعة الإسلام تقتضي أن يكون الحكم سائدًا على الأفراد والجماعات، وأن يعلو ولا يعلى عليه، وأن يفرض سلطانه على الدول.
من المهم أن نلاحظ أن الإسلام ليس مجرد عقيدة تعتقد ومبدأ يعتنق، ولكنه أيضًا نظام دقيق وشامل ينظم كل شأن من شؤون النفس البشرية. هذا النظام يشمل كل ما تحيط به النفوس من المعاني وما تدركه من المحسوسات، سواء اتصلت بالأفراد أو الجماعات، وسواء اتصلت بدنيانا التي نعيش فيها أو بالحياة الأخرى التي نرجوها حياة طيبة.
إن جهل الكثير من المسلمين لحقيقة الإسلام ومفهوم نظام الحكم فيه أمر مؤسف حقًا. فهم يجهلون كل شيء عن حقيقة الإسلام، ولا يعلمون عنه إلا عبادات يتلقونها عن طريق التقليد والمحاكاة. هذا الجهل المطبق والجدل المنكر يؤدي إلى ادعاءات خاطئة عن الإسلام، حيث يدعي البعض أنه دين فقط دون أن يكون لديه فهم حقيقي لنظام الحكم فيه.
في الختام، مفهوم نظام الحكم في الإسلام هو مفهوم شامل ومتكامل يهدف إلى تنظيم شؤون الحياة البشرية وفقًا لتعاليم الدين. هذا النظام يقوم على أساس العقيدة والمبدأ، ويهدف إلى فرض سلطان الله على الأفراد والجماعات والدول. إن فهم حقيقة الإسلام ومفهوم نظام الحكم فيه أمر ضروري لتمكين المسلمين من تطبيق تعاليم دينهم بشكل صحيح في جميع جوانب حياتهم.