في هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه ابن عباس -رضي الله عنهما-، يوضح لنا جمال شخصيّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتصرفاته الإنسانيّة والمعجزات الإلهية المرتبطة بشهر رمضان المبارك. يقول ابن عباس: "كان رسول الله أجود الناس"، مما يدلّ على كرم الأخلاق وجودتها عند خاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. فالجوّد هو الشخص الكريم والسخي، والذي لا يتردد في تقديم عطاياه بدون انتظار طلبات الآخرين احترامًا لهم واحتراما لحقوقهم. وبحسب التفصيل، فقد امتاز نبيّنا بحسن الظن تجاه الجميع وإظهار الاحترام لكل فرد مهما كانت حالاته وظروفه. بل إنه قدّم للأصدقاء والأعداء والعابرين بمستويات مختلفة من الهدايا والمساعدات بشكل مستمر ودون مقابل.
وفي عزّه ومحبته لشعبِه العظيم وفي زمن نزول الوحي عليه وعلى المسلمين، كان النبي أجود بما تفوق المرئيات المقارنة لما يحدث غالبًا خلال باقي الأشهر الأخرى من السنة الهجرية. وهذا يؤكد أهمية الصدقة والإحسان والدعوة للخير خصوصا في الشهر الفضيل عندما تكون حظوظ المغفرة والمبادرات الطيبة تتزايد بنسب أعلى مرتبة للحصول عليها حسب العقيدة الإسلامية الصحيحة. إذ أنه أثناء لقائه مع الملك جبرائيل -عليه السلام- كل يوم وليلة منذ بداية الشهر الكريم حتى نهايته، كانوا يجتمعان لتدارس كتاب الله العزيز حفظا وتفسيرا وتعليمًا لأجيال المؤمنون عبر الزمان والمكان الواسع المنفتح عالميا رحمة وخيره ونوره . ويظهر مدى اهتمامه بالحفاظ على صدق محفوظ القران وتدبره بين البشر وعدم ضياعه نتيجة النسيان بسبب كثرة انشغال الحياة اليوميه المتتابعة المتجددة باستمرار.
ومن ثم يستخدم المصنف مجازا طويلا لطيفا ليصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يشابه الريح الطيبة المنبعثة والتي تقدّم للجماعة كافة أنواع الخير تسعى نحو الأفراد نافذة أبواب المنازل المفتوحة لتحقيق مصالح عامة وشخصية وقديمة وحديثة أيضا لها تأثير فعال دائم يفيد الجميع بإحداث تغييرات سواء داخل النفس الانسانيه ذاتها أم خارجيتها المحيط الحي المتحرك المستقر نسبياً تحت سمائه فوق سطح أرضه الصلد ثابت الفرق يا رب العالمين! فالرحيم جل وعلا ينشر البركات وينثر الأرزاق الوفيرة عبر هبوب رياحه النافعتين بفضل رسوله المجتبى سيد البشرية جمعاء وهو آخر سلسلة مليكه المخصوص فقط لهؤلاء الأحباب المكرمين المدعوين لعباده الخاصة الحضور دائمين مقبول الدعوات مقرب الدرجات عند مشارف عرش جنانه المطهرة نسأل الله الثبات بها آمين يا كريم الدنيا والآخره!
وبالنظر للتطبيق العملي لتعاليـــمه بعناية فائقة يمكن استنتاج عدة دروس مهمة منها: ضرورة تحقيق روح الإنفاق والبذل مما لدينا بغزارة خاصة إن توافر مال كثير لدى الأشخاص الأقوياء ماديا وزيادة الكفايات الذاتية لديهم ؛ أيضًا اتخاذ خطوات عملية لتحسين علاقتنا بوثيق كشف أسرار الكتاب المنزل لقلوب أولانا الحافظيين منه قدر استطاعتنا كذلك زيادة مقدار وقت تقاسم التجربة التعبديه ارتباط وثيق بالأهل الأعزاء حول محراب البيت القدسي مكان انطلاق رحلات إيمانية افضل طريق للهداية توفيقا منه تعالى قبل موعد نهاية المدد الاخرويه بدخول مرحلة الاخرة ومعرفة حكم النهائية بسعادة الدار السرمديه بإذن الرحمن الرحيم جل جلاله وصلاحيات سلطاته العالمية حقا حقا حق عليم عليم عليم..