- صاحب المنشور: حكيم بن قاسم
ملخص النقاش:
تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة الكثير من الأشخاص حول العالم، خاصةً بين فئة الشباب. لكن هل يمكن لهذه المنصات الرقمية التي تربط الناس بغض النظر عن المسافات الجغرافية، أن تؤثر أيضاً على صحتهم العقلية؟ هذا المقال يستكشف التأثيرات المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب العربي.
التفاعل السريع والانتشار الواسع: سيف ذو حدين
**السلبيات:**
- التأثير السلبي للمقارنة الاجتماعية: غالبًا ما يعرض مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي جانبهم الأفضل والأكثر روعة من حياتهم اليومية، مما يولد شعورًا بالتقصير أو عدم الرضا عند الشاب العربي الذي قد يقارن نفسه بهذه الصور المثالية. هذه المقارنة المستمرة يمكن أن تتسبب في انخفاض احترام الذات والمزاج العام المتدهور.
- العزلة الاجتماعية والإدمان: بينما توفر وسائل التواصل الاجتماعي فرصة للتواصل مع الأفراد الذين ليسوا في نفس المنطقة الجغرافية، فإنها قد تقود أيضًا إلى الشعور بالعزلة الحقيقية. كما أن الإفراط في استخدام هذه الوسائط يمكن أن يتحول إلى إدمان يؤدي إلى تراجع العلاقات الشخصية الواقعية ويؤذي النوم والصحة العامة.
- العنف الإلكتروني والتنمر عبر الإنترنت: شبكات التواصل ليست خالية تمامًا من القضايا الأخلاقية مثل التنمر والتوبيخ الجماعي (Cyberbullying). هؤلاء الأعمال العنيفة عبر الانترنت تستهدف الفئات العمرية الصغيرة وتزيد الضغط النفسي والشعور بعدم الأمان لديهم.
**الإيجابيات:**
- الدعم والمساندة: يمكن لمجموعات الدعم عبر الإنترنت تقديم مساحة آمنة للأفراد لمناقشة مشكلاتهم ومشاركة تجاربهم. هذه البيئات المشتركة تعزز الروح الإنسانية وتعزيز الشعور بالترابط المجتمعي حتى وإن كانت افتراضيّة.
- فرص التعليم والتوعية: تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي أدوات قوية للتثقيف والاستفادة المعرفية حيث يتم عرض المعلومات بمختلف أشكالها عبر مقاطع الفيديو والبرامج التعليمية المرئية وغير ذلك بكفاءة كبيرة وبسهولة أكبر مقارنة بوسائل الإعلام التقليدية.
- المشاركة السياسية والثقافة المدنية: تساهم الشبكات الاجتماعية بشكل كبير بنشر الثقافة المدنية والديمقراطية وتعزيز مشاركتها سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا بين أفراد المجتمع الغير قادرين عادة بسبب الظروف الاقتصادية مثلاً أو الحدود الجغرافيا .
في النهاية، يبدو واضحا مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي الكبير؛ سواء كان سلبي أم ايجابي حسب الاستخدام والسلوك الشخصي لكل فرد منهم. لذلك يجب التحذير دوماً من المخاطر الصحية لهذا النوع الجديد من الاتصالات الحديثة وتعريض الأطفال الصغار لها بتوجيهٍ مناسبٍ ولأوقات محدودة للحفاظ علي سلامتهم النفس والجسد .