يمثل يونس بن متَّى، المعروف أيضًا باسم "ذي النون"، شخصية بارزة في التاريخ الديني والإنساني. وهو واحد من الأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى وأفرد لهم مساحة في كتابه الكريم. تتميز حياة هذا النبي بالعديد من القيم والسلوكيات التي يمكن استخلاصها وتحليلها بفهم عميق لشخصيته ودوره الديني. سنستعرض هنا بعض هذه الصفات بناءً على ما ورد في القرآن الكريم:
الغضب والتأنيب
على الرغم من كون يونس داعيًا أمينًا، إلا أنه لم يتمالك غضبه عندما رفض قومه دعوته للإيمان بالله ووحدانيته. نظرًا لتاجيج قلبه بالإيمان والمعرفة، شعر بغضب شديد تجاه تجاهلهم الجازم للدلالة الواضحة للحقائق الروحية. ومع ذلك، فإن هذا الغضب الشديد أدى به إلى اتخاذ قرار متهور بمفارقة قومه بدون ترتيب خطة واضحة للتغيير. وهذا يعكس جانبًا بشريًا حساسًا لدى النبي Yunus, رغم أنه أمر غير مقبول شرعًا بالنسبة لمن يقوم بالأعمال الدعوية. يؤكد الله تعالي على هذا الجانب من شخصيته بقوله:{وإن يونس لبّ من الرسل} (الصافات:147).
دروس المواجهة والصبر
بعد مغادرته لقومه، وجد Yunus نفسه أمام تحدي هائل حين اضطره الوضع إلى الانتقال عبر بحر واسع عبر سفينة مكتظة بالسكان. عندما طلب منهم تقليل العدد بسبب ظروف الرياح العاصفة، وقع الاختيار أخيرًا عليه لإلقاء نفسه خارج السفينة لتحقيق التوازن اللازم. وفي تلك اللحظة المهيبة، تم تناوله بواسطة حوت ضخم وفق النص القرآني:{فلولا إنه کان من المسبحین* للبث فی بطنه حتی یوم یبعثون} (السجدة:14-15). داخل بطن الحيوان البحري الكبير، واجه Yunus تجربة فريدة مليئة بالتحديات النفسية والعقلانية. رغم الظلام المطلق والمخاطر الطبيعية المؤرقة، حافظYunus على إيمانه وتساميه الروحي، مما يدفعنا لاستنتاج مدى قوة عقيدته وصلابتها تجاه التجارب الحرجة. إن قدرته الفائقة على الاستمرار في الثبات والاستمساك بالعهد الإلهي توضح لنا أهمية الاحتفاظ بالاستقامة والأخلاق الحميدة حتى أثناء مواجهة أصعب حالات الحياة.
التسبيح وثبات العقيدة
داخل البطن المظلم للحوت، ظلYunis مستمرًا في تسبيحه وتعزيز توجهه الروحي نحو خالق الكون سبحانه وتعالى. وهناك، دعا قائلاً:{فنادى فی الظلمات أن لا اله الا أنت سبحانک انی كنت من الظالمین}(الأنبیاء:87). تعتبر قصة يونس مثال حي على كيف يمكن للعقائد الراسخة والثبات أمام المصائب المتتابعة أن تصمد ضد الضغط النفسي والجسدى. بالإضافة لنقاء روحه وصفائه الداخلي الذي جعله أقرب للنعم الربانية.
منزلة خاصة بين الأنبياء
لقد منح رسالة يوسف عليهالسلام مكانتها الخاصة ضمن رفعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وخلافته المرينية العامة بعد وفاته المباركة حسب الحديث القدسي:"لا یجب علی عبد أن يقول أنا خیرومن یونس ابن مات". ويعود السبب الرئيسي لهذه المكانة المتميزة إلي التأثير العميق لحوارات يوسف وقصة حياته التدريسية طويلة المدى والتي أثرت بشكل واضح ومباشر علّامة الإنسانية جمعاء. فعندما قارنت سيرته الذاتية بسير رجال مجهورين آخرين مما يحقق نقطة بداية جديدة لفكرة المقارنة والتفاخر بالنفس تؤدي الي زلات الأخلاق الانسانية بدرجات متفاوتة من الخطورة حسب درجة قرب صاحب الرأي الصحيح منهجه الشخصي المنشود للسلوك الاجتماعي المثالي.