عند عودة الحاج من أداء فريضة الحج، هناك العديد من الآداب والتقاليد المستحبة التي يمكن اتباعها. من هذه الآداب مراعاة آداب السفر وأحكامه العامة والخاصة بالإياب، مثل إخبار أهل الحاج بقدومه، وعدم طرق بيتهم ليلاً، وصلاة ركعتين في المسجد عند الوصول إلى المنزل، وقول "توبة توبة، لربنا أوْبًا، لا يغادر حوبًا".
كما يُستحب لمن يلتقي بالحاج أن يطلب منه الاستغفار، ويُستحب أيضًا أن يدعو له بالقبول والمغفرة، حيث يُرجى قبول الدعاء في هذه الحالة لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج".
ومن الآداب المستحبة أيضًا تهنئة الحاج بالقبول والمغفرة، حيث يُقال له: "تقبل الله حجك وعمرتك، وغفر ذنبك، وأخلف عليك نفقتك". كما يُستحب الدعاء لزوار الحاج بالمغفرة، حيث يُرجى قبول الدعاء أيضًا.
وفيما يتعلق بالدعاء للحاج عند قدومه، فقد روى سعيد بن منصور في سننه عن ابن عمر أنه كان يقول للحاج عند قدومه: "تقبل الله سعيك وأعظم أجرك، وأخلف نفقتك". وذهب الشافعية إلى أن من المستحب أن يقال للحاج أو المعتمر: "تقبل الله حجك أو عمرتك وغفر ذنبك وأخلف عليك نفقتك".
ومن المهم ملاحظة أن التزام قول المسلم لأخيه بعد الصلاة: "تقبل الله" على وجه التعبد بدعة، لأن العبادة مبناها على التوقيف، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته الكرام أنه التزمها. أما قولها للحاج أو المعتمر فقد ثبت عن ابن عمر وأبي قلابة وأن الناس ليدعون.
وبالتالي، فإن آداب وتقاليد تهنئة الحاج عند عودته من الحج مستمدة من السنة النبوية الشريفة، وهي مستحبة ومقبولة بين المسلمين.