حكم من زنى في رمضان: التوبة واجبة، والقضاء والكفارة ضرورة

التعليقات · 0 مشاهدات

الحمد لله الذي لا إله إلا هو، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين. أما بعد، فإن من ارتكب الزنا في شهر رمضان قد وقع في معصية عظيمة، حيث جمع بين إثم الزنا وبي

الحمد لله الذي لا إله إلا هو، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين. أما بعد، فإن من ارتكب الزنا في شهر رمضان قد وقع في معصية عظيمة، حيث جمع بين إثم الزنا وبين إثم الفطر في نهار رمضان. الزنا من أكبر الكبائر، وهو محرم في كل وقت، ولكنه في رمضان يكون أشد حرمة وأعظم إثماً.

روى الإمام أحمد عن المقداد بن الأسود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: "ما تقولون في الزنا؟" قالوا: حرمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره..." الحديث.

وعليه، فإن من زنى في رمضان يجب عليه التوبة النصوح إلى الله تعالى، والإقلاع عن هذا الذنب الشنيع، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليه فيما بقي من عمره. يقول الله تبارك وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا تُوبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار" [التحريم: 8].

وعلى من زنى في رمضان أن يقضي اليوم الذي أفطر فيه، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المجامع في نهار رمضان أن يقضي يوماً مكانه. كما يجب عليه الكفارة، وهي: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً. وهذه الكفارة على الترتيب الذي ذكرناه في قول الجمهور، فلا يجزئه الإطعام مع القدرة على الصيام.

وفي الختام، نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم، وأن يعفو عنا وعنكم، وأن يرزقنا الثبات على طاعته والابتعاد عن معصيته. والله أعلم.

التعليقات