يعدّ يوم عاشوراء أحد أيام الخير التي حث الإسلام على اغتنامها، لما له من مكانة خاصة ومزايا عظيمة لدى المسلمين حول العالم. يتم الاحتفاء بهذا اليوم المبارك في العاشر من شهر محرم الهجري، والذي يحظى بمكانة مقدسة بسبب ارتباطه بنبي الله موسى وقومه عندما نجوا من ظلم فرعون. إن دراسة الأسباب المؤيدة لصيام هذا اليوم ودوره في تعزيز الوحدة الإسلامية يمكن أن تكشف لنا المزيد من الحقائق المثيرة للاهتمام.
تاريخ مختصر ليوم عاشوراء
يعود أصله إلى قصة بني إسرائيل مع فرعون كما وردت في القرآن الكريم: "وَإِذْ قالَ مُوسىٰ لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا۟ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إذۡ أَنۡجَىٰكُم مِّن آلِ فِرْعَوْنَ یَظْهَرُونَ بِكُم" [البقرة:49]. هنا تشير الآية إلى الإنقاذ الذي حققه الله لنبيه موسى وبني إسرائيل عبر البحر الأحمر، مما أدى إلى هلاك ملك مصر الظالم آنذاك. نتيجة لذلك، اعتبر أهل الكتاب -وهو مصطلح يشمل مجموعات عدة مثل اليهود والنصارى وغيرهم ممن سبقت لهم رسالات سماوية- هذه المناسبة عيدًا يؤكد إيمانهم ووحدتهم ضد الظلم والاستبداد.
رد فعل الصحابة رضوان الله عليهم
بعد انتقال سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم للإقامة بمكة المكرمة ثم المدينة المنورة، لاحظ وجود يهود ضمن مجتمعاته الجديدة وكانوا يحتفلون بيوم عاشوراء بشكل مختلف تماماً عن طريقة احتفال قبيلة قريش المحاربة سابقاً لهذا الحدث التاريخي الكبير. عند استفساره عن دلالاتها الروحية والعاطفية المتنوعة، علم رسولنا الحبيب باختلاف التفسيرات والتأويلات المختلفة لهذه الممارسة القديمة والتي قد تغاير بعضها البعض بدرجات متفاوتة. ومع ذلك، فقد اتبع نهجه الخاص واحترم خصوصيات كل دين ولكنه لم يتبن्य تفاصيل معتقد الآخرين حرفيًا بل اختار الوسطية بحكمة وفق رؤيته الخاصة.
فتاوى العلماء بشأن مداوات الأجر والثواب
إن حرص علماء الدين الإسلامي واجتهادهم المستمر لتوضيح جوانب متعددة حول قضية فريضة صوم يوم عاشوراء لإرضاء واستيفاء كافة الشرائع والقواعد الشرعية أمر يستحق التحليل والدراسة المستقبلية أيضًا. فعلى سبيل المثال، تحدث الفقهاء القدامي والمعاصرون مطولاً تناولا فيها مسألتين أساسيتين متعلقة بكيفية الامتثال للعبادات ذات التأثير المجتمعي المحسوس أولًا وكيفية تحقيق أعلى درجات التعظيم لله عز وجل ثانيًا بينما يعيش المرء حياته العملية وسط تحديات موازية لتحقيق هدف واحد وهو مرضاة الواحد الأحد جل وعلا .
من وجهة نظر عملية عملية عميقة، فإن أحكام الصيام ليست مجرد انقطاع مؤقت للجسد عن الطعام والشراب فقط وإنما تتضمن عملية تجديد روحي خالص ينمي الانسان داخليا خارجيا نحو مستوى جديد تمامًا للحياة يقرب الإنسان بخطوات واثقة بإذن رب العالمين باتجاه حياة البر والإيمان الحقيقي . يبقى الأمر الواقع أن الالتزام بتعاليم القرآن والسنة المطهرة هي السبيل الأمثل للسعادة والراحة البالغة لكل مسلم مسلم موحد بقلبه ولغوته ويعيد النظر جيدا فيما إذا كان عمله صالحا لينظم نظاما قائدا لعلاقاته الاجتماعية والحكوميه الأخرى أيضا بما يفيد النفس والجتمع والمحيط العام المحيط بنا جميعا تحت مظلة العدل الاجتماعي المنشود. بالتالي فان التسليم لقضاء الرب وتعالى وإتباع خطاهم وسلوك الطريق العملي وفق سنة نبينا المصطفى هو مفتاح الفرج المبين وفلاح الدنيا والأخرى بلا جدال حسب رؤية المملكة العربية السعودية الثابتة منذ نصف قرن تقريبآ, وهذه الرؤية تؤسس لفكرة جديدة مفادها أهمية نشر الثقافة الدينية الحديثة بين أفراد المجتمع السعودي ومختلف الدول الإسلامية بالإضافة لبقية دول المنطقة المتضرره من تحولات الماضي الاستعماري للاستفادة القصوى من خلال بناء دستورية راسخة تقوم علي أسس واضحة المعالم تساهم في ارساء دعائم مؤسسات وطنية مستقلة مبنية علی اساس العدالة الاجتماعیه تحقق اهدافها بالكامل طمعًا في رضا الرحمن الواحد القادر الغفار..آمین .