كان لبني إسرائيل دور بارز في التاريخ الديني والثقافي للإنسانية جمعاء. يُعتبرون أحد أكثر الشعوب ذكرًا في الكتاب المقدس والعهد القديم، وهم معروفون تحديدًا بتوجيهاتهم الروحية القيادية والنبوات التي تلقتها منهم الأنبياء مثل النبي موسى.
موسى عليه السلام هو واحد من أهم الشخصيات الدينية في الإسلام والمسيحية واليهودية. وفقاً للمصادر الإسلامية، ولد موسى في مصر خلال فترة حكم فرعون هامان. بعد عدة محاولات فاشلة لقتل الطفل الجديد بسبب نبوءة بأن طفلاً مصرياً سيؤدي إلى سقوط المملكة، انتقلت عائلة موسى إلى أرض الشام لتوفير الحماية له. هناك، نشأ موسى وتعلم العلوم والتقاليد المصرية القديمة قبل أن يصبح قائداً دينياً ومعنوياً لشعب بني إسرائيل.
تولّى موسى المهمة الصعبة لإخراج شعبه من العبودية في مصر عبر ما تُعرف الآن بسفر الخروج. هذه الرحلة كانت مليئة بالتحديات والمعجزات حسب النصوص الدينية المختلفة. قاد الشعب نحو برية سيناء حيث استمر اللقاء بين الله وموسى ويتلقى الوصايا العشر التي شكلت أساس الشريعة اليهودية لاحقاً.
بعد مرور ثلاثة أشهر ونصف الشهر، وصلوا أخيرا الى البحر الأحمر ولكن أمامهم كان الجيش المصري المتبع لهم بحماس كبير. وفي لحظة حاسمة وغير منتظرة، أمر الله موسى بتحريك عصاه فوق المياه الجافة مما خلق جسرا فوق الماء سمحت للشعب بالعبور بينما أغرق الجيش خلفه. هذا الحدث المعروف باسم "معجزة عبور البحر الأحمر"، يعد نقطة تحول رئيسية ليس فقط بالنسبة لبني اسرائيل بل ايضا للعالم ككل.
في نهاية رحلته الطويلة المضنية وبينما كانوا يقتربون من الحدود الفاصلة بين فلسطين والحجاز، مات النبي موسى ولم يتمكن من دخول الأرض الموعودة بنفسه لكن ابنه جوشوا تولى مهمة قيادة بقايا شعب بني إسرائيل لتحقيق ذلك الهدف الآتي. يبقى اسم قبيلة بني إسرائيل مرتبط ارتباط وثيق بالنبي موسى حتى يومنا الحالي وذلك يعكس مدى التأثير الكبير لهذه الشخصية في تاريخ الدين والفكر البشري بشكل عام.