الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحجاب فرض على المرأة المسلمة بمجرد بلوغها، وهو علامة من علامات البلوغ التي تشمل الحيض أو الاحتلام أو نبات الشعر الخشن على العانة أو بلوغ الخامسة عشرة سنة. وقد أكدت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على أهمية الحجاب كوسيلة لحماية المرأة وصيانة عرضها. يقول الله تعالى في سورة الأحزاب: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما" [الأحزاب: 59].
وعلى الرغم من أن بعض العلماء قد اختلفوا في الأمر هل هو للفور أو التراخي، إلا أن هذا الخلاف لا ينطبق هنا لأن ترك الحجاب يستلزم التبرج، وهو محرم شرعاً. فالتبرج محرم بنصوص من الشرع الحكيم، كما في قوله سبحانه: "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" [الأحزاب: 33] وقوله سبحانه: "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" [النور: 31]. والنهي مقتضاه الفور، أي أن الحجاب مطلوب على سبيل الفور.
وعلى هذا الأساس، فإن على الفتاة المسلمة أن ترتدي الحجاب بمجرد بلوغها، ولا يجوز لها أن تؤخره. وعلى الأهل تعليم بناتهم أهمية الحجاب وترغيبهم فيه باللين واللطف، وإن أبت الفتاة فعليهم أن يجبروها على لبسه عند أول خروج لها من البيت أو ظهور لها أمام الأجانب. فالحجاب ليس مجرد لباس، بل هو شعار المسلمات وأمارة على عفافهن وحشمهن.
وفي الختام، نسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى كل خير وأن يوفقنا لفعل ما يرضيه. والله أعلم.