التسبيح بالأصابع ليس مجرد سنة مؤكدة فقط، ولكنه أيضًا يعود بفوائد روحية ونفسية وجسدية هائلة حسب الشريعة الإسلامية. يُوضح الحديث النبوي الشريف الذي نقلَه أبو داود بإسناد صحيح مدى اهتمام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بهذا النوع الخاص من العبادات. وإليك تفاصيل أكثر حول الموضوع:
يحثُّ الرسول الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- المسلمين والمسيرات على اتباع طريق التسبيح باستخدام أصابع اليدين باعتبار أنها جزء مهم جدًا في حياة الإنسان اليومية. يشير الحديث:"(عليكنَّ بالتَّسبيحِ والتَّهليلِ والتَّقديسِ واعقِدْنَ بالأناملِ فإنَّهنَّ مَسؤولاتٌ ومُستَنْطَقاتٌ)"، إلى أهمية استخدام الأصابع ليس فقط لحصر الأذكار ولكن أيضًا لتعزيز الوعي الديني وتعظيم الذات أمام رب العالمين.
ويشير بعض العلماء إلى أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد دعا المرأة بشكل خاص لتخصيص وقت للتسبيح بالأصابع لإزالة آثار الخطيئة التي يمكن أن تنجم عن الاستخدام غير اللائق للأيدي. وبالتالي، تصبح الأصابع شاهدًا على أعمال الفرد سواء كانت خيرة أم سئية؛ مما يدفع الأفراد للحفاظ عليها نظيفة وصافية طوال حياتهم.
تجدر الإشارة هنا إلى أنه بينما يُعتبر التسبيح بنفس الطريقة بوساطة كلتا اليدين جائزًا تمامًا ومتوافق مع السنة النبوية، إلا أن الأكثر اقتراحًا واستحسانًا هو الاعتماد على اليد اليمنى أولًا نظرًا لكون النبي صلى الله عليه وسلم معروف عنه بأنه شخص يمتاز ميولة نحو الشيء الأيمن. ومع ذلك، يجب التنوه بأن طريقة عقد الأصابع أثناء التسبيح ليست محصورة بتوجيهات صارمة كون لم يتم توثيق أي تعليمات واضحة بشأن الطرق المتنوعة للعقد عبر الروايات الثابتة عن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم. ولذلك، اعتمد العديد من الفقهاء والثقاة على الممارسات المجتمعية التقليدية كأساس لما هو مستحسن وأشهر بين الناس فيما يتعلق بطرق التعليق المنفصلة لكل سبحة/تسابيح مختلفة.
أما بالنسبة لاستخدام السبحة كوسيلة مساعدة عند قراءة الأدعية أو الأذكار المختلفة، فهو أمر مباح قطعياً لأنه بغرض حفظ تعداد التسابيح وليس بسبب اعتبار السبحة ذاتها عمل صالح ذاته. وفي المقابل، ينصح علماء الدين الإسلامي عموما باتخاذ خيار التعليق مباشرة بالأصابع حيث إنها تمثل نهج رفيع المستوى وقد تشجع المرء أيضا على تطوير مستوى أعلى من التركيز الداخلي خلال جلسات التأمل والتداوي النفساني الخاصة به.
وفي النهاية، يحظى التسبيح بمجموعة كبيرة وفريدة من المنافع الأخلاقية والإنسانية المعروف عنها، بدءًا من مكانتها المرتبة الأولى ضمن قائمة أحب أقوال البشر لله تعالى وحتى قدرتها الفائقة على ردم ثغر الخطايا وتمكين الفرد من دخول جنات عرضها السماوات والأرض. ومن ثم، تتضمن بعض المكافآت الأخرى المهملة غالبًا والتي ترتبط ارتباط وثيق بها التالي: زيادة العمر الجميل المصاحب للعزم الراسخ نحو التفكير المطمئن والتعبير المنتظم عن الاحترام لله عز وجل; وزن العمل في الموازين الربانية بصورة مرضية للغاية; الحماية ضد نار جهنم وجميع أشكال الشرور المحتملة في الدنيا والآخرة إضافة إلى زراعة جذوره الأصلية داخل أسوار الجنات العليا نتيجة لاستخدامه المنتظم لها. أخيرا وليس آخر، تعمل عمليات التجريد الجزئي لهذه الأمور المقدسة باستمرار على دفع عجلة عملية العدالة الاجتماعية وتحسين رفاهيتها العامة عامة.
هذه خلاصة قصيرة لأبرز نقاط البحث العلمي والدراسات التاريخية الحديثة المفيدة لفهم طبيعة علاقتنا الوثيقة بالعناصر الطبيعية الموجودة لدينا مثل اليدين وما تقدمه لنا من فرص فريدة لتحقيق السلام الداخلي والحصول على البركات الدينية والنفسية والفكرية الضرورية لبناء مجتمع أفراد أبنائهم جيدون النوايا والعقول اليقظة!