الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وشرع لنا أحكامًا تهدف إلى حفظ ديننا وأخلاقنا. إن مسألة سفر المرأة دون محرم، خاصة فيما يتعلق بالعمرة، هي موضوع حيوي يحتاج إلى دراسة متأنية وفقًا للشريعة الإسلامية.
في الإسلام، يُعتبر المحرم شرطًا أساسيًا لسفر المرأة، كما ورد في الحديث الشريف: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم" (رواه البخاري ومسلم). ومع ذلك، هناك حالات استثنائية قد تبرر سفر المرأة دون محرم، خاصة فيما يتعلق بالعمرة.
وفقًا لآراء العلماء، فإن العمرة واجبة على كل مسلم قادر عليها مرة واحدة في العمر (على الصحيح من أقوال أهل العلم). وفي حالة عدم وجود محرم، يمكن للمرأة أن تسافر للعمرة مع رفقة مأمونة، بشرط أن تكون هناك أمنية من الفتنة. هذا الرأي مبني على حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك لن تدع شيئًا لله عز وجل إلا أبدلك الله به ما هو خير لك منه" (رواه أحمد وصححه الأرناؤوط).
ومن المهم أن نلاحظ أن الاستطاعة لأداء العمرة تشمل القدرة المالية والجسدية، بالإضافة إلى الأمان من الفتنة. إذا توفرت هذه الشروط، فإنه يجوز للمرأة أن تسافر للعمرة دون محرم، مع الالتزام بالضوابط الشرعية في اللباس والسلوك.
وفي الختام، يجب على المرأة أن تسعى جاهدة لإيجاد محرم عند السفر للعمرة، ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنًا، فإنه يجوز لها السفر مع رفقة مأمونة، مع مراعاة الضوابط الشرعية. نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.