تاريخ كتابة القرآن الكريم: رحلة الحفظ والتوثيق

بدأ كتابة القرآن الكريم منذ عهد النبي محمد ﷺ، حيث كان يتنزل عليه من الله سبحانه وتعالى، فيحفظه ويبلغه للناس. أمر النبي ﷺ بكتابته، فكان يوجه كتّابه لوض

بدأ كتابة القرآن الكريم منذ عهد النبي محمد ﷺ، حيث كان يتنزل عليه من الله سبحانه وتعالى، فيحفظه ويبلغه للناس. أمر النبي ﷺ بكتابته، فكان يوجه كتّابه لوضع السور بجانب بعضها البعض، ووضع الآيات بإزاء بعضها البعض. تم حفظ ما كتب في منزله ﷺ، بعد أن نسخ منه كتّاب الوحي نسخًا لأنفسهم. كتب القرآن الكريم في مواد مختلفة مثل العسب واللخاف والرقاع وقطع الأديم وعظام الأكتاف والأضلاع.

في عهد النبوة، حُفظ القرآن في الصدور وفي السطور. من أشهر كتّاب الوحي في ذلك الوقت الخلفاء الراشدون ومعاوية بن أبي سفيان وخالد بن الوليد وأبو بن كعب وزيد بن ثابت، الذي شهد العرضة الأخيرة للقرآن. رغم وجود من هو أكبر سنًا وأقدم إسلامًا وأكثر فضلاً، إلا أن زيد بن ثابت كان الأكثر إتقانًا لحفظ القرآن، فوقع عليه الاختيار لجمع القرآن.

بعد وفاة النبي ﷺ، ارتاع عمر بن الخطاب من احتمال ذهاب القرآن بذهاب القرّاء الذين استشهدوا في معركة اليمامة، ففزع إلى أبي بكر الصديق وأشار عليه بجمع القرآن. شرح الله صدر أبي بكر، وبدأ زيد بن ثابت في جمع القرآن من العسب واللخاف والرقاع وغيرها مما كان مكتوبًا بين يدي النبي ﷺ، ومن صدور الرجال. رتّب زيد القرآن على حسب العرضة الأخيرة التي شهدها مع النبي ﷺ.

بعد جمع القرآن، اتسعت الفتوح وانتشر الصحابة في الأمصار، فاختلفت قراءاتهم بسبب اختلاف ما وقفوا عليه من القرآن. اجتمع أهل الشام والعراق في فتح أذربيجان وأرمينية، فتذاكروا القرآن واختلفوا فيه حتى كادت الفتنة تقع بينهم.

هذه هي رحلة كتابة القرآن الكريم، رحلة الحفظ والتوثيق التي بدأت منذ عهد النبي ﷺ واستمرت حتى جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer