يعدّ مفهوم العدالة من أبرز الصفات التي يتصف بها الله سبحانه وتعالى، وهو ما يؤكد عليه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. إن عدل الله ليس مجرد مبدأ مجرد، بل هو مظهر من مظاهر رحمته وعنايته بعباده. وفي هذا المقال، سنستعرض بعض مظاهر عدل الله في تعامله مع عباده.
أولاً، يظهر عدل الله في قدره وحكمته في خلق الكون. فالله خالق كل شيء، وهو الذي يقدر الأرزاق ويقسمها بين خلقه بحكمة لا يعلمها إلا هو. يقول تعالى في سورة الأنعام: "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا". إن قدرة الله وحكمته في خلق الكون هي دليل على عدله، حيث يوزع الأرزاق والرزق بحسب ما يراه مناسباً لعباده.
ثانياً، يظهر عدل الله في شريعته التي أنزلها على رسله. فالشريعة الإسلامية هي نظام شامل يهدف إلى تحقيق العدل والمساواة بين الناس. يقول تعالى في سورة النساء: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ". إن الشريعة الإسلامية تضمن حقوق الأفراد والجماعات، وتقوم على مبادئ العدل والإنصاف، مما يعكس عدل الله في تعامله مع عباده.
ثالثاً، يظهر عدل الله في يوم القيامة، حيث سيحاسب كل نفس بما كسبت. يقول تعالى في سورة البقرة: "وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا". إن يوم القيامة هو يوم الحساب والجزاء، حيث سيظهر عدل الله في تعامله مع عباده، حيث سيجازي كل نفس بما عملت.
رابعاً، يظهر عدل الله في رحمته وفضله على عباده. فالله رحيم بعباده، ويغفر الذنوب لمن تاب وأناب إليه. يقول تعالى في سورة الزمر: "إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ". إن رحمة الله وفضله على عباده هي دليل على عدله، حيث يعطي الفرصة للتوبة والمغفرة لمن تاب وأناب إليه.
خامساً، يظهر عدل الله في نصره لعباده المؤمنين. فالله ينصر المؤمنين ويحميه من أعدائه. يقول تعالى في سورة الأنفال: "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا". إن نصرة الله لعباده المؤمنين هي دليل على عدله، حيث يحميهم من أعدائهم ويقويهم على طاعته.
في الخت