تم تشييد أول نواة للكعبة المقدسة بواسطة الملائكة، وفقًا للتراث الإسلامي، لتكون مرشدًا ومعلمًا للأجيال المتلاحقة. ومع ذلك، غمرتها المياه خلال الطوفان الكبير تحت إرادة الله عز وجل.
وعندما أمر الله نبيه إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل ببناء بيت العبادة مجددًا، برز دور الملاك جبريل في نقل "الحجر الأسود"، والذي لم يكن سوداء حينذاك ولكنه تحول لأسود اللون لاحقا جرّاء الخطايا البشرية. وقد تعرض البيت الحرام لحرائق عدة مرات، منها تلك الناتجة عن مشاعل المرأة التي قامت بالتطهير داخله. وفي وقت لاحق، كانت الفيضانات سببًا رئيسيًا آخر لتضرره وتدميره جزئيًا.
كان إعادة بنائه الأولى مهمة لشعب قريش الذين اشتهروا بكرم أخلاقهم وحسن نيتهم. فقد بذلوا ما لديهم من مال، وكان قرار وضع "الحجر الأسود" محل خلاف. ولحل هذه القضية، اتفق الجميع بأن تكون رعاية صاحب المنزل المقبل المختاره من الموقع المقترح مسؤولة عنها. وهذا الشخص كان النبي محمد -صلوات ربي وسلامه عليه-. وبعد تدخله الدبلوماسي والحكمة في حل الخلاف، انتشر السلام داخل المجتمع. إلا أنها تعرضت للحرق ثانية وسط جدالات سياسية بين زعماء مختلفين.
وبعد تعيين عبدالله بن الزبير حاكم للمسلمين، أمر باستعادة الكعبة على أساس انطلاقته الأصلية. لكن عمله هذا سرعان ما ألغي عندما سعى الحجاج بن يوسف الثأر ممن سعوا ضد حكم آل بني أمية تحت توجيهات ابن مروان لعبدالله بن الزبير المعادي لهم.
وفي مشهد مشابه لما مضى منه سابقًا، قاد عبدالملك بن مروان العملية التالية لإعمار البيت العزيز بعد تحديثاته الخاصة والتضييق لمساحته الهامشية المضافة حديثًا حسب رأيه. ورغم أنه نجح مؤقتًا، إلا إنه انهارت فيما بعد جراء قوة طبيعية كارثية وهي السيول المدمرة.
واصل الوليد بن عبدالملك جهوده الرائعة بازدحامه الهيكل بشكل كبير باستخدام الأعمدة المنتشرة خارج حدود المنطقة المحلية مما أدى لقوة وتحريض زائدتين ظاهريتين غير مستدامتين بمرور الوقت لصنداغ المباني الثقيل. وكثيرًا ما واجَهَه التشقق والعطب رغم صلابته الظاهرة للسطح الخارجي آنذاك!
وتحت إدارة السلطان العثماني الأول احمد الاول شهد العالم الاسلامي تغيير جذري حيث أعفى البنية التاريخية ولكن بفكر تصميم معماري جديد افتقر للدعم الداخلي الواضح والكافي لاتقاء نزاعات الطبيعة المؤلمة والتي ادت لسقوطها اثناء هطول الامطار بغزارة سنة ١٦٣٠ ميلادية .
وهكذا واصل السلطان التركي الثالث Murat IV مشروع اعادة ازدهار هارمونيك لهذه المنارة الراشدة فتح حوله استشارات هندسية مصرية لتطوير النظام التقني الحديث المصاحب للهيكل الحالي عند الانتهاء النهائية له منذ زمن الحرب العالمية الاولى وان كان يبدو مزدهراً معنا اليوم !