ظهور الدولة الإسلامية: رحلة التأسيس والتوسع عبر التاريخ

التعليقات · 2 مشاهدات

في أعقاب دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لتوحيد عبادة الله عز وجل ونشر رسالة الإسلام، شهد عالمنا مسيرة فريدة لبزوغ "الدولة الإسلامية". إن هذا المصط

في أعقاب دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لتوحيد عبادة الله عز وجل ونشر رسالة الإسلام، شهد عالمنا مسيرة فريدة لبزوغ "الدولة الإسلامية". إن هذا المصطلح يشير إلى المملكة التي اتخذت القرآن الكريم والسنة المطهرة دستورها، وهدفها الرئيسي حماية حدود الإيمان، تعزيز انتشار الدين الحنيف حول العالم، تطبيق شرع الله في أرض الواقع.

بدأت تلك الرحلة المباركة حينما هاجر الرسول الأعظم إلى المدينة المنورة عام الهجرة الأولى (622 ميلادية تقريبًا). هناك وضَّع اللبنات الأساسية لدولة تسعى لتحقيق هدف سامٍ يتمثل بنشر نور الهداية والقيم الإنسانية السامية التي دعا إليها القرآن الكريم. وبعد وفاة قائده المؤسس -صلى الله عليه وسلم- تولى الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رئاسة المسلمين وخلفوه كأول خليفة راشد يرسم معالم الطريق نحو تعزيز الوحدة الوطنية والدينية الجديدة الناشئة آنذاك.

ومن ثمّ انتقلت السلطة إلى يدي عمر بن الخطاب، ثم عثمان ابن عفان، أخيرًا علي بن أبي طالب عليهم رضوان الله، هؤلاء الرجال الذين قادوا مرحلة ذهبية عرفتها تاريخياً بـ"الخلافة الراشدة"، وهي الفترة الزمنية الأكثر بروزاً لهيبة الدولة الإسلامية وقدراتها القوية خلال القرن الأول والثاني هجري. وقد بلغت الفتوحات الإسلامية تحت إدارتهم ذروتها عندما فتح المسلمون مناطق واسعة تمتد من الشرق حتى الغرب منها العراق والشام وفارس ومصر بالإضافة لمختلف المدن الأوروبية بما فيها القدس الشريف نفسه!

بعد سقوط الخلافة الراشدة، مرت بنايات الدولة الإسلامية بتغيرات جوهرية برغم استمرار ارتباطها العقائدي والأيديولوجي بالإسلام. فقد ظهرت سلالتان جديدتين هما الأمويون والعباسيون اللذين امتدا سلطانهما مئات السنوات وحافظا على حمولات الديانة الإسلامية المركزية وكوْنها مصدر التشريع الوحيد المؤثر فعليا داخل المجتمع. لكنهما اِختلفا بشكل واضح فيما يتعلق بالأشكال الحكومية المتبعه وطرق الحكم المقترحة علميًا وثقافيًّا وبشرعيًا أيضًا.

في النهاية، اكتمل المشروع السياسي الكبير للدولة الإسلامية بإنجازات متعددة ومتنوعة للغاية بفضل جهود العديد من الفرسان البطلين أمثال صلاح الدين الأيوبي وبيبرس وغيرهما الكثير ممن سعوا بكل حماس لإعادة مجد الإسلام مجددَا. وفي الوقت الحالي، قد اختفى رسمياً النظام السياسي التقليدي المرتكز حديثًا على مفهوم الخلافة ولكن تبقى روح ذلك التراث الحيوي حيّة دائمًا لدى ملايين البشر المنتشرين حول العالم والذي يجدونه مصدر خير ونفع لهم ولغيرهم أيضاً! إنها قصة عظيمة تستحق التأمل مليّا...

التعليقات