قبل وصول الإسلام إلى شبه الجزيرة العربية ومن ثَمّ مصر، كانت البلاد تحت سيطرة سلسلة طويلة ومتنوعة من الحكام الذين شكلوا جزءاً أساسياً من تاريخها الغني والممتد عبر آلاف السنين. بدأت هذه الفترة مع الأسرات المصرية القديمة التي برزت منذ القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد تقريباً واستمرت حتى نهاية العصر البطلمي حوالي عام ٣٠ ق.م.
في بداية التاريخ المصري المعروف، ظهرت الدولة القديمة والتي تعتبر أول عصر فجر حضاري عالمي حقيقي. أسست أسرتا مينا وحور عهدهما خلال هذا الوقت المبكر للإمبراطورية الموحدة الأولى لمصر السفلى والعليا. قام الملك سنفرو بناء الهرم المنقوش الشهير بينما استمر ابنه خوفو في مشروع الهرم الأكبر عند الجيزة. وقد شهدت فترة المملكة الوسطى بعض الاستقرار رغم الخراب الناتج بسبب الزلازل والأخطار الخارجية مثل الهكسوسيين. ومع ذلك، فقد حققت الإنجازات الفنية والحضارية الهامة.
بعد سقوط المملكة الوسطى جاءت الفترة الانتقالية الثانية وتميزتها عدة أحداث مهمة منها ظهور الديانة الإبراهيمية كدين جديد وانتشار الأفكار الثقافية الجديدة. وفي النهاية وحد أحمس الأول البلاد مجدداً وبذلك بدأ العهد الأكثر شهرة وهيبة وهو العصر اليوناني الروماني مع توسع الإسكندر الأكبر ونشاط بطليموس الأول وأسرته بعد وفاته مباشرةً.
هذه الحقبة الطويلة والمعقدة تشكل نقطة انطلاق هائلة لفهم السياقات السياسية والدينية والثقافية التي ساعدت بشكل كبير في تأسيس المجتمع المصري الحديث وتعزيز ثقافته وتراثه المستدامان حتى يومنا الحالي.