عدد قراءات القرآن الكريم: توضيح وتفصيل

التعليقات · 1 مشاهدات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه. تعدد قراءات القرآن الكريم هو ظاهرة فريدة في تاريخ البشرية، حيث أنزل الله تعالى القرآن الكريم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.

تعدد قراءات القرآن الكريم هو ظاهرة فريدة في تاريخ البشرية، حيث أنزل الله تعالى القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم على سبعة أحرف، كما ورد في الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف". وقد اختلف العلماء في تفسير معنى "الأحرف السبعة"، لكنهم اتفقوا على أن المراد بها الأوجه المختلفة للقراءة، والتي تختلف باختلاف الأسماء من إفراد وتثنية، وباختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر، وباختلاف التقديم والتأخير، وباختلاف الإبدال، وباختلاف اللهجات.

وقد اشتهرت القراءات السبع المنسوبة إلى الأئمة السبعة: نافع وعاصم وحمزة وعبد الله بن عامر وعبد الله بن كثير وأبو عمرو بن العلاء، وعلى الكسائي. وتعد هذه القراءات متواترة، أي أنها رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بطرق متعددة ومتنوعة.

بالإضافة إلى القراءات السبع، هناك قراءات أخرى مثل القراءات العشر التي تزيد على السبع بقراءات أبي جعفر ويعقوب وخلف، والقراءات الأربع عشرة التي تزيد بقراءات الحسن البصري وابن محيصن ويحيى اليزيدي والشنبوذي.

وتعتبر القراءات المقبولة هي تلك التي وافقت أحد المصاحف العثمانية ولو تقديرا، ووافقت اللغة العربية ولو بوجه، وصح إسنادها ولو كان عمن فوق العشرة من القراء.

وتتمثل فوائد تعدد القراءات في التيسير من أجل القراءة والحفظ، حيث تختلف لهجات العرب، كما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة. كما تساعد القراءات المختلفة في جمع الأمة على لسان واحد هو لسان قريش، وفي بيان حكم من الأحكام، وفي بيان لفظ مبهم، وغير ذلك من وجوه التيسير والإفادة.

وقد ألفت كتب كثيرة في هذا الموضوع، منها "علوم القرآن" للسيوطي وغيره، والتي يمكن الرجوع إليها للاستزادة من المعلومات حول هذا الموضوع الهام.

التعليقات