قبل ظهور الإسلام، شهد العالم العربي طفرات ملحوظة في مجالات العلوم والفنون والأدب. هذه الفترة تعتبر فترة ذهبية للحياة الفكرية والثقافة العربية. كانت هناك محاولات مستمرة لتفسير الظواهر الطبيعية وتوثيق التاريخ المحلي عبر القصص والشعر الجاهلي.
الفلسفة والمعرفة العلمية لم تكن غائبة تماما؛ فقد عرف العرب الهندسة والبصريات وعلم الفلك. نجيب بن ثور هو واحد من أبرز علماء الرياضيات في ذلك الوقت، بينما برز فارابي كأحد الفلاسفة الرئيسيين الذين قدموا تفسيراتهم الخاصة حول العديد من الألغاز الكونية.
بالإضافة إلى ذلك، ازدهرت الأدب والثقافة الشعبية بشكل كبير خلال هذا العصر. الشعر - خاصة الطويل منه - كان وسيلة للتعبير عن الأفكار والعواطف والحكايات التاريخية للشعوب المختلفة. كتب مثل "معلقات العصر الجاهلي" تعد شهادة على هذا الزخم الإبداعي الغني.
كما ساهم الدين اليهودي والمسيحي بشدة في انتشار المعارف الدينية والفلسفية بين المجتمعات العربية. أدى تبادل الأفكار والتقاليد الدينية إلى توسيع نطاق التعليم التقليدي وأدى إلى ظهور نخبة متعلمة ومتحضرة داخل الجزيرة العربية.
هذه الفترة هي نقطة انطلاق هامة نحو الثورة المعرفية التي ستتميز بها القرون التالية تحت راية الدولة الإسلامية الحديثة.
