في سياق الحديث عن البرمجة الإلكترونية للقرآن الكريم، هناك عدة شروط يجب مراعاتها لضمان دقة وسلامة هذا العمل. أولاً، من الضروري الرجوع إلى المختصين الفنيين لضمان استخدام الجهاز بطريقة دقيقة وسليمة، مما يمنع أي خلل قد يؤدي إلى تغيرات غير مرغوبة بسبب سوء الاستخدام. ثانياً، يجب أن تكون البرمجة باللغة العربية وأن تضبط بالشكل الكامل نصوص القرآن والحديث والكلمات الأخرى ذات الصلة، مع الحفاظ على النص القرآني بالرسم العثماني.
ثالثاً، من المهم أن يشترك الفنيون المتخصصون مع علماء المسلمين المتخصصين في القرآن وعلومه في عملية البرمجة، أي في إدخال المعلومات في الحاسب الإلكتروني وتخزينها فيه. هذا التعاون يضمن دقة المعلومات وسلامتها. رابعاً، بعد ذلك، يتولى علماء ثقات مسئولون عن الناحية العلمية مراجعة النتائج للوثوق من دقتها وسلامتها.
من الناحية النظرية، القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى، وقد تحدى الله العالمين أن يأتوا بمثله، كما قال سبحانه: "قل لئن اجتمع الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا" (الإسراء: 88). إعجاز القرآن لا منتهى له؛ لأنه كلام الحكيم الخبير، ونحن لا نستطيع أن ندرك كل وجوه البراعة فيه بسبب قصورنا عن مرتبة العرب الأوائل.
للقرآن خصائص كثيرة تجعله يختلف عن كلام البشر، وليس في قدرة أحد من البشر أن يأتي بمثله، وإن كان قد نزل بلغة العرب. لذلك، يجب أن يكون التعامل مع القرآن الكريم بحذر واحترام، وأن لا يتم مقارنته بطرق تعليمية "مدرسية" قد لا تصلح له. بدلاً من ذلك، ينبغي التركيز على تلاوة القرآن وتدبر كلام أهل العلم في وجوه إعجازه وآيات بلاغته.
فيما يتعلق باستخدام القرآن الكريم في الشعر أو غيره من الأعمال الفنية، يجب أن يكون ذلك بحذر شديد. لا يجوز تضمين القرآن الكريم في أعمال لا تليق بكلام الرب جل جلاله، مثل استخدام العبارات الشرعية في الأمور الغزلية أو تضمين معاني غير مناسبة. كما لا يجوز الاقتباس من القرآن عند الجمهور ما لم يكن على سبيل الاستخفاف أو الاستهزاء أو تضمين معنى في غير محله.
في الختام، يجب أن يكون التعامل مع القرآن الكريم بحذر واحترام، وأن يتم اتباع الشروط المذكورة أعلاه لضمان دقة وسلامة البرمجة الإلكترونية للقرآن الكريم.