صفات الله تعالى في سورة الإخلاص: بيان وتوضيح

التعليقات · 0 مشاهدات

تعد سورة الإخلاص من السور المكية، وهي تتألف من أربع آيات فقط، لكنها تحمل في طياتها معاني عظيمة تتعلق بصفات الله تعالى. هذه السورة المباركة تُعرف أيضًا

تعد سورة الإخلاص من السور المكية، وهي تتألف من أربع آيات فقط، لكنها تحمل في طياتها معاني عظيمة تتعلق بصفات الله تعالى. هذه السورة المباركة تُعرف أيضًا باسم "الإخلاص" أو "التوحيد"، حيث تؤكد على وحدانية الله تعالى وألوهيته.

تبدأ السورة بقوله تعالى: "قل هو الله أحد" (الإخلاص: 1)، مما يدل على أن الله تعالى هو الواحد الفرد في ذاته وصفاته، لا شريك له ولا نظير. ثم توضح الآية الثانية أن الله تعالى هو "الصمد"، أي المقصود وحده في قضاء الحوائج، لأنه القادر على تحقيقها.

وتوضح الآيتان الثالثة والرابعة من السورة نفي التعدد عن الله تعالى، حيث تنفي عنه الولادة والولادة، وتؤكد أنه لا كفوا له أحد. هذا النفي للتعدد يؤكد على وحدانية الله تعالى وفرده في ذاته وصفاته وأفعاله.

ومن فوائد هذه السورة العظيمة أنها تذكرنا بوحدانية الله تعالى وتوحيده، وتحثنا على الإخلاص في العبادة والتوكل عليه وحده. كما أنها تذكرنا بنزاهة الله تعالى عن كل ما لا يليق به، وبراءته عن كل ما لا يناسب عظمته وجلاله.

وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل سورة الإخلاص وقراءتها، منها ما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ سورة الإخلاص، فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقللها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن!" (رواه البخاري).

وفي رواية أخرى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟" فشق ذلك عليهم، فقالوا: أيّنا يطيق ذلك يا رسول الله؟! فقال: "﴿قل هو الله أحد﴾ ثلث القرآن". (رواه مسلم عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-).

ومن فوائد قراءة سورة الإخلاص أيضًا أنها تفيد الاشتغال بالله وملازمة الإعراض عما سوى الله تعالى. كما أنها متضمنة تنزيه الله تعالى وبراءته عن كل ما لا يليق به، لأنها مع قصرها جامعة لصفات الأحدنية والصمدانية والفردانية وعدم النظير.

وفي الختام، فإن سورة الإخلاص هي سورة عظيمة تحمل في طياتها معاني توحيدية عظيمة، وتذكرنا بوحدانية الله تعالى وفرده في ذاته وصفاته وأفعاله. قراءتها تفيد الاشتغال بالله وملازمة الإعراض عما سواه، وتذكرنا بنزاهة الله تعالى وبراءته عن كل ما لا يليق به.

التعليقات