يعدُّ فهمَ معاني آيات القرآن الكريم أمراً حيويًّا لكل مسلم، وهنا يأتي دور السنة النبوية الشريفة كمرجع أساسي لتوضيح ما قد يُعسر فهمه في النص القرآني. تعتبر السنة مصدر مهم للتفسير والتوضيح والتطبيق العملي للقرآن العظيم؛ إذ توضح الأحكام والشرائع التي أمر بها الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم. سنتناول فيما يلي مثالاً عملياً لكيفية استخدام السنة النبوية في تفسير بعض الآيات القرآنية وتطبيقها بشكل صحيح.
تقول سورة النساء الآية 29: "الْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم". هنا، يشير مصطلح "المحصنات" إلى النساء المطلقات غير المتزوجات حالياً، والحرائر اللواتي لم يكن لهن آباء ولا أولاد يعتمدون عليهم. ومع ذلك، فإن تحديد هؤلاء المحصنات بدقة يمكن أن يكون معقداً بدون الرجوع للسنة النبوية. بحسب الحديث القدسي المتفق عليه، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "قال ربكم عز وجل: إذا ابتاع أحدكم عبداً فلينظر فإذا أحب فهو أخوه فهو شريكه فلا يؤذيه"، مما يعني أنه حتى though تكون المرأة ملك يمين الرجل بسبب الزواج الشرعي، فهي ليست محصورة ضمن تعريف "المحصنات" كما ورد في الآية. هذا التمييز بين الوضعين القانونيين يسمح بفهم دقيق لحقوق وكرامة كل طرف حسب ضوابط الإسلام الصارمة.
كما نرى، فإن تطرق السنة النبوية إلى التفاصيل الدقيقة للأحكام والقوانين يعزز فهم الناس للتعاليم الإسلامية ويتجنب أي لبس محتمل حول كيفية تنفيذ هذه التعاليم بشكل صحيح ومناسب. وهذا يدل على أهمية الجمع بين الكتاب والسنة لفهم ديننا الحنيف معرفيًا وفكريًا وسلوكياً بشكل متوازن ومتكامل.