في الإسلام، مفهوم التجديد ليس مجرد إعادة صياغة أو تحديث، بل هو عملية متكاملة تهدف إلى الحفاظ على روح الدين الأصيلة مع مواكبة متطلبات العصر. هذا المفهوم مستمد من طبيعة الإسلام كدين حي ومتجدد، حيث يواكب نصوصه الشريعة باستمرار ما يستجد من أمور وأحداث في الحياة.
التجديد الحقيقي في الإسلام لا يعني إدخال بدع أو ابتكارات جديدة، بل هو إعادة النظر في فهمنا وتطبيقنا للنصوص الشريعة بطريقة تتوافق مع أصول الاجتهاد وتبتعد عن الهوى والآراء الشخصية. هذا التجديد يتضمن عدة جوانب أساسية:
- إعادة الرونق: يجب أن يحمل رجال الدين رسالة الإسلام إلى الناس بمهارات الدعوة والتبليغ، وفهم طبيعة الشخصية الإنسانية وما يناسبها من منهج وأسلوب.
- مواكبة المستجدات: طبيعة الحياة البشرية تتغير باستمرار، وبالتالي تكون الحاجة ملحة لإعادة قراءة النصوص الشريعة بما يتلاءم مع هذه المستجدات ووفق الأصول المعتمدة في الاجتهاد.
- تنقية المفاهيم: إزالة ما علق بالدين من تصورات خاطئة ومفاهيم مغلوطة وتطبيقات منحرفة، مثل مفهوم الجهاد الذي تعرض للتشويه والتضليل.
التجديد في الإسلام يهدف إلى تجديد الفكر والروح، وإعادة النور إلى الدين، وتطبيق أحكامه وتشريعاته كما أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم. هذا التجديد لا يعني تغيير جوهر الدين، بل هو عملية تطوير لفهمنا وتطبيقنا له بما يتناسب مع متطلبات العصر دون المساس بأصوله ومبادئه.
