تُعتبر أرض كنعان، التي تُسمى حالياً بفلسطين، موقعاً تاريخياً استراتيجياً ذو أهمية كبيرة ضمن سياق الحضارة البشرية منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا. تشير هذه المنطقة الجغرافية تحديداً إلى الجزء الجنوبي الغربي من بلاد الشام، وتحدها البحر المتوسط غرباً وجبال لبنان شمالاً والأردن شرقاً والمملكة العربية السعودية جنوباً. وقد ورد ذكر اسم كنعان في الكتاب المقدس اليهودي والمسيحي بالإضافة إلى النصوص المصرية والعبرية القديمة.
في العصر البرونزي (حوالي 3200 ق.م - 1200 ق.م)، كانت منطقة كنعان موطن العديد من القبائل والشعوب المختلفة مثل الكنعانيين والفينيقيين والحثيين وغيرها. خلال هذا الوقت شهدت المنطقة ازدهاراً اقتصادياً وثقافياً كبيراً نتيجة لموقعها التجاري الفريد بين مصر وممالك الشرق الأدنى الأخرى. كما ارتبطت بنشأة الديانات الرئيسية الثلاث في العالم الإسلامي المسيحية والإسلام والتي جذورها تمتد إلى تلك الأرض المباركة حسب الاعتقاد الديني لهذه الديانات.
كما لعب موقع أرض كنعان دوراً محورياً في نزاعات سياسية ودينية عبر القرون العديدة التالية؛ إذ كانت مركز اهتمام مختلف الإمبراطوريات بسبب ثروات المنطقة واستراتيجيتها الدفاعية والتجارية المهمة. ومنذ القرن الثامن عشر حتى الآن، ظلت قضية كيان دولة فلسطينية مستقلة محل جدل عالمي مستمر بسبب الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1948 وما تلا ذلك من تطورات سياسية وعسكرية معقدة أثرت بشكل كبير على الوضع الحالي للمجتمع الفلسطيني وأثرته بتواصله مع الثقافة العالمية الحديثة. وبالتالي فإن فهم دقيق لسياق وجود أرض كنعان ضروري لفهم طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي المعاصر تأثيرات السياسات الدولية فيه.