قوم عاد هم أحد الأمم التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة، ويعتبرون واحدة من أكثر المجتمعات شهرة وتاريخية في تاريخ الجزيرة العربية القديم. يُذكر اسم هذه القبيلة القوية والمُتقدمة علميًا وثقافيًا بشكل متكرر في الكتاب المقدس والعهد القديم أيضًا. فيما يلي محاولة لإعادة بناء موقع سكناهم استنادًا إلى الوثائق التاريخية والدينية الإسلامية وغير الإسلامية.
وفقًا للتقاليد العبرانية-الإسرائيلية المبكرة والتلمود اليهودي، عاش قوم عاد جنوب شرق شبه الجزيرة العربية بالقرب مما يعرف اليوم بمملكة عمان الحالية وشمال سلطنة عُمان وجنوب غرب دولة الإمارات العربية المتحدة. يشير العديد من المؤرخين الغربيين مثل جورج ريبلاي ودانييل يانغر وكارل بروكلمان إلى منطقة تُعرف باسم "الأرض الرملية" الواقعة بين البحر الأحمر وخليج عُمَان كمنطقة محتملة لسكنتهم. تشير بعض الآراء كذلك إلى وجود علاقة تربط بين حضارة معمورة والتي كانت موجودة بالأراضي اليمنية وبين ثقافة عاديّة ذات الأصول المتشابكة والمعروفة بتطور هندسة المياه لديها؛ إذ امتلكوا نظاماً معقداً للموارد المائية للحفاظ عليه خلال فترات الجفاف الطويلة المعتادة في المنطقة.
ومن وجهة النظر الإسلامية، فإن الأدلة القرآنية والقصة النبوية توفر معلومات إضافية حول الموقع التقريبي لعادات عاد. فقد حكى رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة هلاكهم بسبب عصيانهم لأمر الرب سبحانه وتعالى كما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-. يقول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: «لقد رأيتُ السَّماءَ قد انشققتْ حتى رأيتُ الجَنّةَ والنارَ، ولولا أن قال الله عز وجل: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ما عبدني عبدٌ قط». وهذا الحديث يدعم فكرة كون سكان تلك الأرض كانوا يعيشون ضمن حدود منطقة الشرق الأوسط الحالي وقد تكون مصر جزء منها بحكم أنها بوابة الجنوب للعرب أيضاً وفقاً لتفسير البعض لهذه المقولة النبوية.
وعليه يمكن استنتاج أنّ منطقتَيّ مكة المكرمة وعمان هما الأكثر ترجيحاً كمواقع محتملة لقوم عاد نظراً لاتصالها بالتاريخ الإسلامي عبر حديث الرسول الأعظم وفيه دلالات واضحة على قربها منه ومن بلاده الأولى عندما كان يقصد رحلات التجارة هناك قبل البعثة. كما تؤكد الحقبة الزمنية لحضارات أخرى مجاورة لهم مثل دلمون وصبا ومائن أن فهم نطاق انتشارهم سيصبح أصعب بدون مزيدٍ من الاكتشافات العلمية والأثرية المستقبليّة لتحديد طبيعتها بدقه أكبر. ومع ذلك تبقى حقيقة إيمان المسلمين بأن الله وحده عالم بكل شيء مهما اختلفت تفاصيل الترجيحات البشرية بشأن مواقع تجمعات أهل القرون الخالية وأحوالهم المختلفة.