مفهوم الحق في الإسلام ثبات وتمكين وحماية

التعليقات · 7 مشاهدات

في الفكر الإسلامي، يُعتبر الحق أساساً متيناً يقوم عليه المجتمع البشري. تعكس كلمة "الحق" في اللغة العربية معنى ثابتاً وضرورياً لكل فرد ومجموعة بشرية. أ

في الفكر الإسلامي، يُعتبر الحق أساساً متيناً يقوم عليه المجتمع البشري. تعكس كلمة "الحق" في اللغة العربية معنى ثابتاً وضرورياً لكل فرد ومجموعة بشرية. أما المصطلح الاصطلاحي، فهو يشير إلى مصلحة شرعية واضحة ومعترف بها دينياً. هذا يعني أن كل حق له بالتأكيد واجب مقابل للحفاظ عليه وتطبيقه بشكل فعال.

إن أحد أهم سمات الحق في الفكر الإسلامي هو ثباته ووضوحه ووجوبه. فهو ليس مجرد أمر مجرد يمكن تغييره حسب الرغبات الشخصية، بل هو قانون مقدس مطبق على الجميع بلا استثناء. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحق صادق ومتوافق تمامًا مع الواقع وليس قابل للتلاعب أو التحريف. وقد ورد ذكر "الحق" في العديد من الآيات القرآنية المختلفة، مما يدل على تنوعاته وأبعاده المتعددة داخل الدين الإسلامي.

ومن أهم هذه الاستخدامات للفظ "الحق": الدين المبني على أدلة صحيحة وعقيدة صادقة مقابل الشك والشبهة لدى البعض الآخر الذين اختاروا الطريق الخاطئ وفق رؤيتهم الخاصة. كذلك مرتبط بتوحيد الرب ووحدانيته عندما يقول تعالى: "وذكروا إذ نزعنا من كل أمة شهيدا ثم قلنا هاتوا برهانكم". هنا تشير كلمة "برهانكم" إلى الحجة والبينة الدالة على صدق عقيدتنا وحدانية رب العالمين عز وجل.

كما يستخدم مصطلح "حق" أيضًا عند الحديث عن الامتيازات الضرورية للأقل حظاً مثل أولئك الذين يحتاجون لمساعدة مادية كتلك الواجب عليهم إعطائها بموجب حكم الله سبحانه وتعالى حيث جاء فيها:"والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم." إنها شكل من أشكال العدالة الاجتماعية التي ينصح بها وينادي بها الرسول صلى الله عليه وسلم لأتباعه المسلمين منذ قرون مضت حتى يومنا الحالي.

وفي سياق آخر يعكس استخدام مفردة "الحق" القوة والحقيقة والنزاهة نفسها لله جل وعلى فنراه واضحًا حين يفسر الوحي القدسي عبارة -"هو الذي خلق السماوات والأرض بالحق"- بأنها تأتي لتؤكد قدرته الذاتية وخلق الأشياء بطريقة طبيعية واقعية ليست مبنية على وهم أو افتراءات ذاتية ضعفاء النفوس . وهناك أيضا ارتباط بين عدالة قضائه وبين حسن نيته تجاه خلقه وهو الحكم العادل المحقق لما أمر به والمستنكر لكل ظلم وإفساد وظلم في الأرض مهما كان مصدره .

وتختلف انواع الحقوق داخل المنظومة الشرعية الإسلامية ، لكن يمكن تقسيمها عموما الي ثلاث مجموعات رئيسية : حقوق الله علي الإنسان وهي متعلقة بإخلاصه وطاعته لله عز وجل واحترام شعائر ديانة الاسلام . وثانياً تلك المخصصة بنعمة الحياة والاستمتاع بانوار الدنيا والسهر ضمن الحدود المعروفة بدون تجاوز الخطوط الحمراء لممارسة الحرية الشخصنة . أخيرا يوجد ايضا تنظيم عام للعلاقات الانسانية بما يشمل اخلاق التعامل سواء داخل الاسرة الصغيرة او خارجها عبر بناء مجتمع قائم علي احترام القانون المدنى والعرف الاجتماعي والمعيار الأخلاقي المشترك والذي يتمثل اشد صور تحقيقه بالموازنة الصحية لاستقرار الروابط الزوجية وكذا سن قوانيين مكافئة لسلوكيات الغدر والخيانة وغيرها مما قد يؤثر بالسلب علي تماسك رابطة الأسرة بذاتها وآثار سلبيتها لاحقا لاحقا اثناء التواصل مع أفراد الجالية المقربة منها كالجار مثالا لذلك .

وبذلك نجد ان الحق في الإسلام يعني ضمان حرية الفرد وضمان حقوقه الطبيعة المؤمنة بالقوانين المكتوبة والقيمة الأعظم مثاللها كتاب الله وقواعد رسوله محمدﷺ المبهرة بافضل الحلوف القانونية الحديثة قبل ولادتها بفترة تفوق القرون بكثير !!

التعليقات