الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وتعد العبادة العملية الأولى والأبرز بعد شهادة التوحيد. تُفرض الصلاة على كل مسلم وعليه أداءها في وقتها، سواء ذكر أو أنثى، عقلا ونياً. ومع ذلك، قد تحدث حالات تتطلب تأجيل الصلاة عن موعدها الطبيعي، مثل النوم أو النسيان. وفي هذه الحالة، تعد هذه الأفعال خارج حدود الوقت الشرعي للصلاة مما يسمى "الفوات". عندما نتجنب الصلاة طوعا وخارجا عن الأعذار المشروعة كالسرقة والنسيان، يمكن تصنيفنا ضمن خانة الإثم والعصيان.
يوضح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى أنه من المهم فهم حقيقة الصلاة ودلالاتها. إنها ليست مجرد طقوس روتينية؛ بل هي تعبير مباشر عن ارتباط المؤمن بخالقه وبين أفراده كمجتمع مترابط. لذلك، يؤكد شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- على خطورة تجاهل الصلاة بالعمد والإصرار عليها باعتبارها سببًا رئيسيًا للإرتداد والكفر. بينما قد يسقط عهد القضاة لفترة قصيرة فيما يتعلق بصيام رمضان مثلا حال وجود مانعات صحية، تبقى واجبات الصلاة محسومة ولا مجال للتسويف فيها مطلقًا.
يتناول الحديث أيضًا حالة المرضى الذين خضعوا لحالات الغيبوبة الطبية المنظمة لمدة طويلة جدًا، وكذلك الأفراد المصابون بمشاكل ذاكرة شديدة تؤثر سلبا على قدرتهم على رد الاعتبار والتذكر المستمر لصلاة فائتة سابقًا لأوانه. بالنسبة لهذه الحالات الخاصة بشكل خاص فقط، تنطبق الرخصة الدينية المقدمة بناء على آراء علماء الدين القدامى والمعاصرين حول أهميتها التأريخية والفلسفية.
وفي النهاية يشدد الشيخ بن عثيمين على ضرورة اتباع سنة الرسول الكريم وآيات القرأن الكريم بشأن حقوق الصلاة المحترمة لدى الله عز وجل بين الرعية والمجتمع الكبير الملتزم بدينه وطريقته وسيره الحق الواضح الزكي!