أهل السنة والجماعة يمثلون الطائفة الإسلامية الأكثر انتشاراً، والتي تعتمد في مبادئها وأفعالها على أربعة منابع رئيسية للتشريع الإسلامي: القرآن الكريم، السنة النبوية المطهرة، الإجماع، وقياس الفقهاء. يتميز هؤلاء المؤمنون باعتناقهم لتعاليم السنّة النبوية، والاستناد إلى الأقوال والأفعال الصادرة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن أهم سمات أهل السنة هو تمسكهم باستقامة المسار وسطياً بين الغلو والتقليل، وعدم الزيادة أو النقصان في التعامل مع أحكام الدين. إن فريق السُنة لا ينحاز لإنسان معين خارج نطاق النّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ليصبح مصدر وحيد للحكم والفهم الشرعي. بدلاً من ذلك، يحترمون ويعظمون صفوف الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
واحدة من أبرز الصفات التي تتمتع بها هذه الجماعة هي حرصها على نشر المعروف ونهي المنكر، مما يدفع نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين الحياة المجتمعية عموماً. بالإضافة لذلك فإن تماسكهم وترابطهم يشكل جوهر دعوتهم للأخوة والمحبة المتبادلة داخل مجتمعهم الواسع.
تجدر الإشارة أيضًا إلى تنوع المذاهب الفقهية بين متبعي سنة رسول الله، والتي تتوافق جميعها مع أساسيات العقيدة والشريعة رغم الاختلافات التفصيلية في الاجتهاد الفقهي. أشهر تلك المذاهب هي المدرسة الحنفية برئاسة الإمام أبي حنيفة، والمذهب المالكي نسبةً للإمام مالك بن أنس، والمذهب الشافعي باسم مؤسسه الإمام محمد بن إدريس الشافعي، أخيرا وليس آخرا المذهب الحنبلي المرتكز حول تفسيرات الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى. ينتشر اتباع كل مدرسة فقهية عبر مختلف البلدان كالشرق الأوسط وشمال إفريقيا وغرب آسيا وغيرها الكثير حسب الاتفاق التاريخي والثقافي لكل منطقة. إنها علامة بارزة تدعم الوحدة المغروسة ضمن قلب عقيدة أهل السنة والجماعة منذ بداية الدعوة الاسلامية حتى يومنا الحاضر.