مؤسس دولة المماليك: عز الدين أيبك

التعليقات · 0 مشاهدات

في عام 1250 ميلاديًا، شهدت مصر حدثًا تاريخيًا هامًا مع تأسيس دولة المماليك على يد السلطان عز الدين أيبك. كان أيبك أحد الأمراء البارزين في عهد السلطان

في عام 1250 ميلاديًا، شهدت مصر حدثًا تاريخيًا هامًا مع تأسيس دولة المماليك على يد السلطان عز الدين أيبك. كان أيبك أحد الأمراء البارزين في عهد السلطان الأيوبي نجم الدين، وقد برز كقائد للأسطول البحري للمماليك الذين شاركوا في الحروب الصليبية.

بعد وفاة السلطان نجم الدين، لم ترضَ الدولتان العباسيّة والأيوبية بأن تحكم مصر زوجته شجرة الدر، لكنهم دعموا حكمها مؤقتًا. ومع ذلك، سعى المماليك للحصول على شرعية حكمهم، فقاموا بتزويج الأمير عز الدين أيبك من سلطانة مصر شجرة الدر، التي تنازلت عن حكمها له. هذا الحدث أنهى حكم الدولة الأيوبية وأعلن عن بداية حكم دولة المماليك في مصر.

استطاعت دولة المماليك توسيع نفوذها بسرعة، حيث وضعوا خططًا عسكرية لغزو أجزاء من شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام. واجهوا الغزو المغولي على مصر بنجاح، وفي عهد السلطان المملوكي بيبرس، سيطروا على العديد من المناطق في بلاد الشام التي كانت تحت حكم الصليبيين. وفي عام 1290 ميلاديًا، استولوا على مدينة عكا، آخر مدينة صليبية في المنطقة.

كانت القاهرة في ذلك الوقت مركزًا تجاريًا حيويًا يربط بين الطرق البرية والبحرية. ومع ذلك، بدأت دولة المماليك تعاني من الضعف في القرن الخامس عشر الميلادي، حيث فقدت السيطرة العسكرية والاقتصادية على بعض المناطق التابعة لها. أدى ذلك إلى تدهور المجتمع وتراجع الدولة أمام التقدم العسكري في الدول الأخرى.

في عام 1517 ميلاديًا، أعلن الحاكم العثماني سليم الأول ضم أراضي مصر إلى الدولة العثمانية، مما أنهى حكم دولة المماليك. كان النظام العسكري لدولة المماليك قوياً، حيث تم تقسيم الأفراد العسكريين إلى فئات مثل الحرس السلطاني، الجنود، والأمراء العسكريين، مما ساهم في تفوقهم العسكري لسنوات طويلة.

هذه الدولة التي أسسها عز الدين أيبك تركت بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي والعربي، حيث حافظت على هويتها وشخصيتها الفريدة وسط التحديات العديدة التي واجهتها.

التعليقات