كان لسيدنا سليمان - عليه السلام - العديد من الزوجات، والتي تشكل جزءًا مهمًا من سيرته العطرة حسب الأحاديث النبوية الشريفة. وفقًا للأحاديث المتواترة، فقد بلغ عددهم حوالي 70 امرأة كما ذكرت إحدى الروايات لدى صحيح مسلم، بينما تشير رواية أخرى لدى البخاري إلى أن عددهن قد يصل إلى مائة امرأة فقط. ويذكر النص القرآني والسيرة الذاتية للنبي داوود عليه السلام أنه خلف ابنه سليمان ملكًا عظيمًا وحاكمًا رشيدًا. وقد منح الله هذا النبي المقرب مجموعة فريدة من الخصائص، بما فيها قدرته على تدبير الرياح وتحريكها بناءً على أمره واستخدامه لها لنقل البشر والممتلكات عبر مسافات واسعة حول العالم المعروف حينذاك. بالإضافة لذلك، كانت لديه القدرة الفريدة للتواصل مع الحيوانات والنباتات باستخدام اللغة الطبيعية لكل منهما وفهم لغتها الخاصة بهم.
ومن الجدير بالذكر هنا أيضًا دور هذه النساء المؤثر ضمن مجتمع سليمان آنذاك؛ إذ كن يساهمن بشكل كبير في دعم الدعوة الإسلامية ونشر تعاليم الدين الحنيف خلال فترة حكمه الطويلة والعادلة والتي امتدت لعقدين تقريبًا قبل انتقال روحه الطاهرة إلى رحمة رب العالمين أثناء أدائه شعائر العبادة داخل حرم القدس المباركة. وهكذا فإن قصة سيدنا سليمان وزوجاته توفر لنا نظرة ثاقبة ليس فقط لحياة شخصية عظيمة ولكن أيضا لشكل المجتمع الذي عاش فيه هؤلاء الرجال والدين الذي اهتموا بتعاليمه وأصوله.